الجمعية الخيرية للزهايمر أمام تحديات خمسة


تثبت الأيام أنّ العاطفة تُنبت العمل الخيري، وأنّ التطوّع يسقيه ويغذّيه، وأنّ كل الجمعيات الخيرية نشأت من جذوة المعاناة والإحساس، وكان التطوّع وقود الاشتعال والحركة فيها.

هكذا بدأ الحمل والمخاض مع الجمعية الخيرية الوطنية للزهايمر (خرف الشيخوخة المبكِّر) التي يُبشّر بولادتها مساء اليوم بالرياض، بإذن الله.

والمشكلة مع الزهايمر، تكمن في أربع: غموضه، الاعتراف به، تقدير حجمه، الإفصاح عنه، ولو قدِّر للجمعية الوليدة أن تنجح في التعريف به في أوساط المجتمع وتوضيح أعراضه، وجلاء غموضه، وأن تدافع عن تخصيص عيادات خاصة بأمراض الشيخوخة، وهو من بينها (كالجلطات والباركنسون)، وأن تكون تلك الأمراض من التخصصات الطبية الدقيقة التي يبتعث لها، ولو قدِّر لها أن تتوصل مع الجهات الصحية والاجتماعية والتخطيطية إلى تقدير حجم المصابين به، وهم بالآلاف، بين السكان، ولو استطاعت – عبر برامج التوعية – أن تقنع الأسر في رفع حواجب الصمت والتعتيم عن الحالات التي بين أيديها، لتبادر إلى تشخيصها في مراحلها الأولى …

أقول: لو نجحت الجمعية الخيرية الناشئة في أن تحقق هذه الأهداف والتحديات الأربعة، فإنها إحدى علامات التوفيق لمسيرتها، أمّا عن تطلُّعاتها الطموحة، البحثية والعلاجية والتواصلية القادمة، فهي مشروع التحدي الخامس الكبير لوجودها واستمرارها وتميّزها بين الجمعيات الصحية والاجتماعية العالمية والمحلية المماثلة.

وبعد:

إنّ هذه البلاد موئل خير، ومجتمع تكافل، وموكب عطاء، ودوحة إنسانية، ولها مبادرات خير في كلِّ الدنيا، ونجاحات طبية واسعة، لكننا مازلنا في كثير من فروع الطب في بداية الطريق.

وفي بلادنا جيل من الأطباء المتحمّس في بحوثه، الراغب في تعريف المجتمع بالأمراض الغامضة والمجهولة السائدة فيه، وعلينا أن نشدّ أزره، وأن نستثمر عواطف المجتمع، ورغبة الأفراد في التطوّع، ونوجّهها وجهة حضارية، تفيد الإنسان وتخفف من معاناته