حمد الجاسر: مُجدّداً كتابةَ التاريخ

تنعقد هذه الندوة بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانين الهجريّة (السادسة والثمانين الميلاديّة) لتوحيد المملكة العربيّة السعودية، وكانت تلك الذكرى المجيدة أكثر موضوع شُغِف به العلاّمة الجاسر، في أكثر من مقال وتعليق، بتوثيقه، واستذكار فضل الله على البلاد، بتحقيق غراس التوحيد، أمناً ورغداً وتطوّراً ولمّاً للشمل.

ولأن الاحتفاء باليوم الوطني مناسبة للجميع، ينعقد اليوم بجوار مكتبته، وفي ظل تراثه، وبحضور تلاميذه ومحبّيه،، ومنهم المتخصّصون في التاريخ، فأتطلّع لأن تكون الندوة مشاعةً بين الجميع، وأن تُعدّ مشاركتي مجرّد شعلة بين فوانيس إضاءاتكم ومدخلاً لإضافاتكم.

عُرف في سيرة العلّامة حمد الجاسر، المولودِ عام 1328هـ/ 1910م أنه تَقَلّب في رمضاء البؤس، في طفولته ومقتبل شبابه، وتلقّى تعليمه المبكر بتعثّر، وفق الطرق السائدة في كتاتيب بلدة البرود وفي مدينة الرياض، وفي حِلق المساجد القائم أفضلها على تدريس القرآن الكريم والتفسير والحديث ومبادئ القراءة والكتابة.

وعند بلوغه العشرين، تهيّأت له فرصة الالتحاق في قسم تخصّص القضاء بالمعهد السعودي في مكة المكرمة، الذي وجّه الملك عبدالعزيز بافتتاحه عام 1345هـ/ 1927م بإدارة محمد بهجت البيطار، فاحتكّ بالعديد من الأساتذة والأدباء في مجتمع منفتح مقارنةً مع البيئة النجديّة التي نشأ فيها، واطّلع على ما كان يصدُر في الحجاز أو يَرِد إليه، من كتب وصحف ومجلات، وبعد تخرّجه مارس القضاء دون رغبة منه.

ثم حالت ظروف الحرب العالمية الثانية عن إتمام بعثته الجامعية في قسم التاريخ بكلية الآداب بالجامعة المصرية (فؤاد الأول) التي التقى فيها -لأول مرة- بعميدها الدكتور طه حسين وبالدكتور محمد شفيق غربال، فعاد وهو في الخامسة والعشرين، لينشغل بالإشراف على التعليم في نواحٍ عدّة من البلاد، وانهمك بالصحافة والنشر، فأنشأ صحيفة «اليمامة» الأولى في الرياض، وسعى في إنشاء مطابع الرياض الرائدة فيها أيضاً، وقاد بعد أعوام، تكوين مؤسسة اليمامة الصحفية، وأنشأ عام 1386هـ/ 1966م أثناء إقامته في لبنان دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر ومجلة العرب.

وانصرف في النصف الثاني من حياته إلى البحث والتأليف، في ميادين التاريخ والجغرافيا والأدب وتحقيق التراث وغيرها، فعُدّ شموليّ الثقافة في التراث العربي والإسلامي، وموسوعيّ المعرفة في جغرافيا الجزيرة العربية بين مجايليه.

ولأن التاريخ كان يقبع ضمن أبحاثه الجغرافيّة والتحقيقيّة، التي تجمعها مظلّة دراساته للجزيرة العربية وثنايا معجمه الجغرافي، عَبْر مقالاته المنشورة في مجلة العرب، والتحقيقات والمقدّمات التي كتبها لمؤلّفات غيره، وكتاباته المتناثرة في البلدانيّات، وطيّ مؤلفاته في السير والتراجم والأنساب، ظن البعض أن الاهتمام بالتاريخ والسياسي منه بخاصة، لا يقع ضمن التخصّصات التي برع فيها، مع أن التاريخ كان القاسمَ المشتركَ في معظم كتاباته، من خلال ما كتبه عن المكان، وعن ساكنه الإنسان في مجتمع الجزيرة العربية، وذلك على النحو الذي أبانه بحث قيّم للزميل د.عبدالعزيز الهلابي في ندوة الشيخ حمد الجاسر وجهوده العلمية، في جامعة الملك سعود عام 1324هـ/ 2003م ولعله البحث الوحيد حتى الآن، عن الجاسر المؤرخ.

نماذج من إسهاماته التاريخيّة:

أخذت الكتابة التاريخيّة عند الشيخ الجاسر مسارات متنوّعة، لا تخلو من التداخل فيما بينها، يأتي من بينها مقالاته عن السيرة النبويّة وصدر الإسلام، مثل «القطائع النبويّة» و«الآثار الإسلامية في مكة المشرّفة» و«أشهر رحلات الحج لبيت الله الحرام» ومنها مقالاته الخاصة بتاريخ الجزيرة وجغرافيتها مثل «الاستيطان في وادي حنيفة» و«أغاليط الدكتور صليبي الجغرافية» و«اكتشاف جزيرة العرب» و«أيام العرب؛ بواعثها وأسبابها» و«من مصادر تاريخ الدولة السعودية الأولى» و«تاريخ الدولة السعودية الأولى في المصادر اليمنيّة» و«الصلات بين صنعاء والدرعيّة في الدولة السعوديّة الأولى».

المسار الثاني، وهو كثير الشيوع عنده، امتزج فيه التاريخ بالسير والتراجم لشخصيّات أو قبيلة معيّنة، ويدخل في هذا المسار دراساتُه وبحوثه في تاريخ الملك عبدالعزيز، وما كتبه في باكر ممارسته الكتابة عن سيرة العلاء بن الحضرمي، أول أمير للبحرين والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية في العهد الإسلامي، وما كتبه عن أبي هُريرة، وعن أبَان بن عثمان بن عفان، وعن إسحاق بن إبراهيم بن حُميضة، من ولاة اليمامة في العهد العباسي، وما تضمّنه كتاب «ابن عربي، موطّد الحكم الأموي في نجد» وكتاب «باهلة، القبيلة المفترى عليها» ووصفه المبدع لظاهرة التشدُّد الديني بين (الإخوان) في نجد، ضمن سوانح ذكرياته.

المسار الثالث، هو ما ارتبط فيه التاريخ بالحديث عن مدينة أو منطقة، كسلسلة مقالاته «مواضع لها تاريخ» وما أورده عن تاريخ اليمامة، في كتابه «مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ» وعن «بلدة البرود» التي نشأ فيها، وكتبه «في شمال غرب الجزيرة» و«في سراة غامد وزهران» و«بلاد ينبع» و«المعجم الجغرافي للبلاد السعودية» وغيرها.

المسار الرابع، يرد فيه السرد التاريخي مقترناً بدراسات المؤرخين، أو عرض كتبهم ونقد ما جاء فيها وتصحيحه، ومن ذلك مقالاته «كلمة عن التاريخ والمؤرّخين» و«المؤرخون المنسيّون، الخزرجي المؤرّخ» و«مؤلّفات في تاريخ مكة المكرمة» و«مؤلّفات في تاريخ المدينة المنورة» و«مؤرّخو نجد من أهلها» وكتاباته عن مؤرّخي الطائف وجدة وغيرهما، ونقده لكتابي ديكسون؛ الكويت وجاراتها، وعرب الصحراء.

المسار الخامس، تحقيق الكتب التاريخيّة، ومن أقدمها تحقيقه لكتاب «البرق اليماني في الفتح العثماني» لقطب الدين النهروالي (المتوفى سنة 990هـ/ 1582م) والكتاب -وهو من أشهر كتب القطبي- يتناول تاريخ اليمن في القرن العاشر الهجري، والقطبي أحد كبار علماء مكة المكرمة في زمنه.

منهجه في كتابة التاريخ:

لا يملك من يتمعّنُ في تراث الشيخ الجاسر، وفِي طريقته في تناول الأحداث التاريخيّة، إلا أن يعدّه صاحبَ مدرسة تجديديّة في كتابة التاريخ المحلّي، ويعجب من عمقه وغزارة معلوماته، ومن شمول إحاطته بموضوعه ومراجعها، وهو ما يتطلّب من المتخصّصين في الأدب والتاريخ، أن يُمعنوا النظر في ملامح التميّز الذي انفرد به، وتأثَّر به غيره.

ولعل أبرز سمة تلفت النظر في كتاباته التاريخية، عدمُ سرد الأحداث بالطريقة القديمة التي نهجها المؤرخون التقليديّون في نجد بخاصة، بل كان يشبع رواية الأحداث وقراءتَها بالتحليل وذكر الأسباب والنتائج، مستفيداً مما تأثّر به من كتب علماء الاجتماع والتاريخ العرب في «فلسفة التاريخ» وهو ما جعل منهجه منفرداً بين معظم المؤرّخين المحليّين الذين ترجم لهم، وذلك فضلاً عن لغته الواضحة في التعبير، وخلوّها من استخدام الألفاظ العاميّة ممّا جرى عليه بعض المؤرخين القدامى، وقد يُوظّف المأثورات الشعريّة شاهد إثبات للمعلومات أو للاستشهاد به، مصدراً إضافيّاً يعوّض به نقص المراجع الأخرى، مما سار عليه في بعض كتاباته التاريخيّة، دون أن يستخدم الشعر لتحلية النصوص، كما يفعل بعض الكتّاب من الأدباء في عصره.

وربما يكون الشيخ الجاسر في أسلوبه، طبّق مدرسة ابن خلدون دون أن ينظّر فيها، كما فعل الدكتور عبدالعزيز الخويطر.

ويعتقد الدكتور الهلابي أن الشيخ الجاسر انطلق في تناوله للتاريخ من خلال قراءته للأمكنة الجغرافيّة، مستشهداً بروايته المعروفة عن جبل «رضوى» عندما عُيّن في مقتبل عمره معلّماً في ينبع عام1354هـ/ 1935م وربما أتبع ذلك بزيارة المواقع ميدانيّاً، فتناولها بالبحث والإثراء وتحقيق المعلومة وتدقيقها.

وهكذا، كانت نشأة الاهتمام بدراسة التاريخ عنده على هذا المنوال، حيث صار التاريخ -بعدئذٍ- غلافاً للموضوعات الجغرافيّة والمواقع الأثريّة التي استهدف مناقشتها ودراسة أحوال مجتمعاتها وساكنيها، حتى شبّهه البعض بـ«همْداني الجزيرة العربية» الجغرافي والمؤرّخ والنسّابة والأديب والرحّالة، الذي عاش في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، وكان من كتبه «الجوهرتين العتيقتين وصفة جزيرة العرب» اللذان اعتنى بهما الشيخ الجاسر.

بحوثه ودراساته في تاريخ الملك عبدالعزيز:

اتجه مركز حمد الجاسر الثقافي خلال العقد الحالي من بين اهتماماته، إلى إعادة نشر تراث الشيخ، من خلال استخراج مقالاته وبحوثه من مصادر النشر، وجمعها وتصنيفها، فأصدر مجموعة من الكتب ذات الصِّلة بميدان السّير والتاريخ، وهي على التوالي «من سوانح الذكريات في جزأين، ومؤرّخو نجد من أهلها، وفي الرثاء وسير المرثيّين، وفي السير والتراجم في جزأين، وبحوث ودراسات في تاريخ الملك عبدالعزيز» وكلها تصدر لأول مرة بعد أن كانت أبحاثاً مبعثرة في بُطُون الصحف والدوريّات المحليّة والعربيّة.

وتبلغ صفحات كتاب الملك عبدالعزيز ستمئة صفحة في مجلّد واحد، متضمّنةً خمسة وعشرين بحثاً ودراسة، نصفُها موضوعات وطنيّة عامة، مثل سيرة الملك المؤسس، واليوم الوطني، والاحتفال بالمناسبة المئوية، والمؤتمر الأول لتاريخ الملك عبدالعزيز، وكان من أوسعها تفصيلاً بحث بعنوان «الذكرى المئويّة الميمونة لاستقرار موحّد البلاد في قاعدة حكمه» في تسع حلقات، بلغت صفحاتها نحو ثمانين صفحة، وتضمنت عرضاً شاملاً لمجريات ما تحقق في عهد الملك المؤسس، وتناول في إحدى حلقاتها أبرز الكتب التي صدرت عن تأسيس المملكة العربية السعودية وتاريخ الملك عبدالعزيز، والمقالات -في مجملها- مرجع لا غنى عنه للباحثين.

واستعرض في النصف الثاني من الكتاب، كتباً مهمّةً في سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية.

ومن أقدم الدراسات التي تضمّنها الكتاب، نقده قبل أكثر من سبعين عاماً لمؤلف أحمد عبدالغفور عطار «صقر الجزيرة» المكوّن من ستة أجزاء، نشرها الشيخ الجاسر في ثلاث حلقات، في صحيفة البلاد عام 1366هـ/ 1947م.

ومن بحوث الكتاب، خمسة مقالات تحليليّة، نشرها عام 1417هـ/ 1997م عن الكتاب الصادر من دارة الملك عبدالعزيز بعنوان «الرحلات الملكيّة» وهي الرحلات الأولى للسلطان عبدالعزيز، إلى كل من مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة ثم الرياض، وكان وصفُ تلك الرحلات ينشر تباعاً في الأربعينيات الهجرية، العشرينيات الميلادية، في الجريدة الرسمية «أم القرى» الوحيدة -آنذاك-.

ومنها كتاب «بعثة إلى نجد» وهو تقرير كتبه فيلبي عام 1918م عن أول اتصال له بالملك عبدالعزيز، وعلّق عليه الشيخ الجاسر بمئة وخمسين صفحة نشرها في تسع عشرة مقالة، وكان الدكتور عبدالله العثيمين قد ترجم التقرير، وعلّق عليه بستين صفحة.

ثم قراءته لكتاب «يوميّات رحلة في الحجاز» لغلام رسول مهر، صدر عام 1348هـ/ 1930م وعلّق عليه الشيخ الجاسر في مقالين، نشرهما عام 1418هـ/ 1997م.

أما كتاب «عبدالعزيز آل سعود؛ سيرة بطل ومولد مملكة» الصادر عام 1385هـ/ 1965م من تأليف الكاتب الفرنسي بنوا ميشان، فعلّق عليه الشيخ الجاسر مرتين في سبع حلقات، أعقبها بعد ربع قرن بحلقتين إضافيّتين، مقارناً بين عمل مترجميه الاثنين: عبدالفتاح ياسين ورمضان لاوند، منتقداً عمل الأول منهما.

تلا ذلك مطالعة لكتاب «رحلة الربيع» الصادر عام 1365هـ/ 1945م لفؤاد شاكر، وهو وصف لرحلة قام بها أدباء من الحجاز بدعوة من الملك عبدالعزيز، لزيارته في روضة الخفس، شرق الرياض.

ونشر الشيخ الجاسر قراءة تتبعيّة دقيقة في عشر حلقات، لكتاب «الكويت وجاراتها» الصادر بالعربية عام 1384هـ/ 1964م لديكسون، متضمّنةً نقداً للترجمات المختلفة للكتاب، وتصويبات لمحتواه، والمعروف أن ديكسون كان المقيم السياسي البريطاني في الكويت، والتقى الملك عبدالعزيز في الأحساء عام 1932م وارتبط معه بعلاقة صداقة، وله كتاب آخر بعنوان «عرب الصحراء 1949م» وأصدرت زوجته فيوليت -وكانت تدعى أم سعود- كتاباً عنوانه «أربعون عاماً في الكويت 1999م».

وخصص الشيخ الجاسر مقالين لمطالعة كتاب «الملك عبدالعزيز، سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية» الصادر عام 1420هـ/ 2000م في عشرين مجلّداً، قام به عدد من الباحثين، بإشراف الدكتور سعد الصويّان، مطبوعاً على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

ثم أعقب ذلك تقريظ لكتاب «موسوعة التاريخ الدبلوماسي للملك عبدالعزيز» لمجموعة من الباحثين، أصدرته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عام 1419هـ/ 1999م، ولكتاب الدكتور سليمان الغنّام «البيئة السياسيّة الإقليميّة في شبه الجزيرة، إبان نهوض الملك عبدالعزيز لتأسيس الدولة الحديثة» الصادر عام 1420هـ/ 2000م.

إن كتاب «دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبدالعزيز» الذي بين أيدينا، يزخر في مجمله بالمعلومات المهمّة عن مصادر تاريخ المملكة، وسيرة موحّدها، وبالمراجع المحليّة والعربيّة والأجنبيّة التي اطّلع عليها المؤلف، كما يفيض بجودة تحليله لشخصيّة الملك المؤسس، ومؤهّلات القيادة لديه.

ثم إن هذا الكتاب، الذي شرُفت بمراجعته والتعليق عليه والتقديم له، هو أوضح شهادة للشيخ الجاسر في كتاباته في مجال التاريخ؛ تخصّصاً وشموليٌة وغزارةً وتجديداً، وهو مجموعة بحوث تاريخيّة مباشرة، تبرز جهوده العلمية في مجال العناية بهذا المجال، وتاريخ الملك المؤسّس تحديداً، وقد عكف على كتابة هذه البحوث والدراسات -كما سلف- بدءاً من عام 1366هـ/ 1947م حتى العام الأخير من حياته 1421هـ/ 2000م، وكان لديه -كما ورد في مقدمته لكتاب ابن عربي- مشروع لمعجم تاريخي، على غرار مشروعه المعروف «المعجم الجغرافي» الذي يُعدّ بحق من أنفس كتب الجاسر وزملائه في جغرافية الجزيرة العربية وتراثها، إِلاَّ أن ندرة المصادر التاريخيّة -كما ذكر- حالت دون إتمامه، ومنها مكتبته التي أتى عليها الحريق في لبنان، إبان الحرب الأهليّة.

قاربت مؤلّفات العلّامة الجاسر ثلاثين عنواناً، ما بين مطبوع ومخطوط، منها ستة اشتملت على أكثر من جزء، وفاقت الكتب التي حقّقها ثلاثين عنواناً، منها أربعة تتكوّن من أكثر من جزء، وبلغت المؤلّفات التي أشرف على طباعتها وعلَّق على حواشيها ثمانية كتب، وصدر عن سيرته وأعماله ما ينيف على عشرة كتب.

وبعد؛ سيظل الباحثون يمتحون من معين تراثه، وينقّبون في مقالاته وبحوثه المنشورة، وفِي كتبه المطبوعة، وتبقى الفهارس التي أصدرها مركز حمد الجاسر الثقافي ومكتبة الملك فهد الوطنية قاصرةً عن تغطية كل كتاباته في مختلف الموضوعات، ففي أثناء حياته الثقافية -التي استمرّت دون انقطاع عن الكتابة والتأليف والمحاضرات نحو خمسة وسبعين عاماً، من عمره الذي تجاوز تسعة عقود- سجّلت الكشافات أكثر من ثلاثة آلاف دراسة وبحث، يظهر المزيد منها من وقت لآخر، وما هذه القراءة إلا مطالعة سريعة في جهود العلّامة المؤرخ، بانتظار جهود المتخصّصين بالتاريخ، لمزيد من الدراسة، في ضوء ما عُرف له من كتابات.

… … …

* ألقيت في مجلس الشيخ حمد الجاسر (دارة العرب) ضحى، السبت 22-9-2018م بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثمانين الهجري (السادس والثمانين الميلادي).