لو لم يكن عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري إدارياً سلك درب أخيه الأكبر مدير مالية بريدة، ثم وجد طريقه في رئاسة الحرس الوطني في معيّة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – ، لكان المفترض أن يكون أديباً بامتياز، لكن التاريخ خطفه، تخصصاً اعترض طريق الأدب والإدارة، لأنه عاش بعضاً من حوادث زمنه، وأصبح مسكوناً بحب وطنه، ومتيّما بسيرة رجل التاريخ وبطله (الملك عبدالعزيز رحمه الله)، وشغوفاً بروايته، فحظي هذا التاريخ بنصيب من اهتماماته في العقد الأخير، أفرغ فيه شيئاً من ولعه وعشقه دون أن تؤثر ميوله في صدقيّة نظرته التحليلية كما ذكرت.
هكذا هو شأن كتاباته في التاريخ، نهج فريد سار عليه التويجري من حيث الربط بين القصة والمعلومة والوثيقة، والتشريح الإنساني للظروف المحيطة بالزمن والمكان والبيئة والوقائع. إنه أحد سراة الليل خلال القرن، الذين طال بهم السفر والإدلاج، حتى انبلج لهم الصبح وهتف لهم ضوء النهار، بأن قَدَرَ هذه البلاد، أن يعود إليها التاريخ، بكل ما كان عليه من قوة ومنعة وازدهار، وأن تعود جزيرة العرب، على حال مكين من الوحدة والتوحيد والاستقرار .