يصعب على الكاتب أن يختزل سيرته في أسطر، لكن رغبة «الشرق الأوسط» لا ترد بالتقاعس، ومكانة الفقيد تستحق مساحات، والمفاجأة تعقد اللسان والقلم، كما هو مألوف في مواقف الأحزان.
عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، أمير جمعت فيه الطيبة والإنسانية، والقرب من أسرته، وأكرمه الله بخدمة حرميه الشريفين والمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة من قبل، وشهد تنفيذ مشروعات توسعة عملاقة فيهما، وكان قد مر بتجربة إدارية في تبوك، تحولت فيها هذه المنطقة المهمة حدوديا، والحيوية اقتصاديا، من مجمعات حضارية وقروية متناثرة إلى مركز إنتاجي وعسكري وحضاري عملاق.
يأتي عبد المجيد بن عبد العزيز، أسريا، في المرتبة الثانية والثلاثين بين أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله. وهو الرابع قبل الأخير بينهم، ولعله من مواليد عام 1943، وهو الشقيق الأصغر لكل من الأمير بدر بن عبد العزيز. والأمير عبد الإله، والأميرتين نورة ومشاعل، أما والدتهم، فهي هيا السعد السديري، وهي أخت للجوهرة السعد السديري والدة الأمراء سعد وعبد المحسن رحمهما الله، ومساعد، حفظه الله، وشقيقاته. وأما حرمه، فهي سارة عبد المحسن العنقري، والدة ابنهما الوحيد الأمير فيصل بن عبد المجيد، وعندما اتخذ عنوان هذه النبذة الموجزة من لقب «الإنسانية» رمزاً، فليس لأنه قد تبنى مؤسسات ونشاطات خيرية وتنموية واجتماعية، وحسب، ولكن لأن إنسانيته تجسدت في رعاية أحفاده، عبد العزيز وتركي والعنود، (أبناء نجله الوحيد فيصل)، رعاية فاقت التصور والتوقعات، لدرجة يقال عنها إنه يرقب ذهابهم وعودتهم من المدارس، ولا يسافر إلا وهم برفقته ومعيته، من هنا، فإن أسرته الصغيرة ستكون الأكثر ثكلاً بفقده، واستحقاق التعزية به.
تعرض الفقيد منذ نحو عامين لمرض عضال مفاجئ، وكان قد اقترب من الشفاء، قبل أشهر وعاد إلى وطنه، لكن صحته انتكست، ورجع إلى مشفاه، لكن إرادة الله كانت الأسرع، لا راد لقضائه. سبحانه.
رحم الله أبا فيصل، ودثر روحه برضوانه.
* إعلامي سعودي