عاد من حقوق القاهرة مع تأسيس وزارة الإعلام (1382هـ – 1962م) فاحتضنه الشيخ جميل الحجيلان، وصاغه مديراً لمكتبه، ليشترك معه في إعادة تكوين الوزارة، في ثوب جديد يناسب المهمات المنوطة بها مع بدايات تحوّلها من مديرية.
لا أعرف ما إذا كانت الوزارة قد حظيت، من قبل، بمتخصصين في القانون، لكن وجودهما معاً في إرساء هذا الحس، جنباً إلى جنب مع الإعلام، قد ساعد كثيراً في تحديث بيئة العمل الإعلامي وبنيته القانونية وتنظيماته الجديدة.
من هنا أشعر – وكنت ممن أدرك تلك الفترة – أن أبا أحمد الذي كسبته الوزارة الجديدة، كان شريكاً فاعلاً في تأسيس الوزارة، مع أعمدتها السابقين المستمرين والمستجدين فيها، ممن كان الشيخ الحجيلان يسعى لاقتناصهم من الشباب حديثي التخرج.
لم يكن العبدلي – فحسب – وبهذا التخصص بتفّهم مقاصد وزيره المتوثّب في نظرته الإعلامية، والضّليع في إدراكه القانوني، لكنه، بالإضافة لم تنقصه العبارة الجميلة، والخط الأنيق والتنظيم الجيد في أوراقه وملفاته، والانضباط في وقته وإدارته، والألق في هندامه.
وكان يتوّج حسن الأداء، بأهم مكوّنات الإدارة والعلاقات الإنسانية، وهي الدماثة الرفيعة، التي أكسبته حب زملائه واحترام أقرانه الإعلاميين، وأضفت على أداء الوزير وديوانه كثيراً من مهنية الأداء والتوفيق في صنع الأهداف.
وبعد:
كم يكون محظوظاً، مسؤول يتسنّم عملاً جديداً، وفي ذلك الزمان، ويأتيه على طبق من ذهب، من يسنده في تنظيم مكتبه، وعلاقاته مع مراجعيه، وتنفيذ مقاصده، ويُبقي له خيط الودّ وثيقاً مع الناس.
هكذا كانت توأمة مضى عليها ستة وأربعون عاماً، كان العبدلي ركنها الثاني، فرحم الله الزميل العزيز الذي توارى أمس عن الدنيا، كما توراى من قبل في ظل التفاني وذاب في بوتقة الإخلاص