فيصل والإعلام


بهذا العام (1429هـ – 2008م)، يكون قد مضى على بدء تأسيس الدولة السعودية المعاصرة مائة وعشرة أعوام هجرية، وعلى انضمام إقليم الحجاز خمسة وثمانون عاماً، وعلى صدور بيان توحيد المملكة العربية السعودية ثمانية وسبعون عاماً، وعلى بدء الصحافة السعودية خمسة وثمانون عاماً، وعلى نشأة الإذاعة السعودية ستون عاماً، وعلى قيام التلفزيون السعودي خمسة وأربعون عاماً، وعلى تأسيس وكالة الأنباء السعودية أربعون عاماً.

وفي حين اشتركت وسائل الإعلام السعودية وأجهزته منذ قيامها وحتى الآن، ببعض سمات تقليدية، تحريرية ومظهرية، إلا أنها في الواقع شهدت تحولات ومتغيرات مهمة مع كل عهد من العهود السياسية الستة التي مرَّت بهذه البلاد، ومن بينها العهود الثلاثة التي عاشها فيصل بن عبدالعزيز بوصفه نائباً للملك في الحجاز في عهد والده، وولياً للعهد في فترة حكم أخيه، ثم ملكاً، ومن هنا، تفرض الموضوعية توضيح الحدود الزمنية بين كل عهد وآخر، وأن ينظر إلى كل عهد في ضوء الظروف والمعطيات المحيطة به مع تبيان ما ارتبط بفيصل نفسه، وحمل بصماته أو توقيعه، واتسم بسِماته، أو نُفذ بتوجيهاته، وذلك على النحو الذي ستعرض إليه هذه الورقة.

سيرة موجزة:

كان فيصل – من حيث الترتيب – ثالث أبناء الملك عبدالعزيز، بعد تركي وسعود، وقد ولد – على الأرجح – عام 1324هـ (1906م) بعد خمسة أعوام من استعادة والده الحكم في الرياض، وبدأ الفيصل في الظهور على المشهد السياسي وهو في السنة الثالثة عشرة من عمره، ثم مارس المسؤوليات الإدارية وهو في سن العشرين، وأمضى زهاء خمسين عاماً في وظائفه الرئيسية الثلاث التي تقدم ذكرها، واستُشهد عام 1395هـ (1975م) عن عمر يناهز الحادية والسبعين.

كانت أول الوظائف الرئيسية التي أنيطت بفيصل 1344هـ (1925م) هي نائب الملك عبدالعزيز في إدارة شؤون الحجاز، الإقليم الغربي المهم الذي كان للتّو قد دخل في الحكم السعودي، ثم ما لبث أن أسندت إليه رئاسة مجلس الشورى عند تأسيسه عام 1346هـ (1926م)، ومجلس الوكلاء عند قيامه عام 1351هـ (1932م)، ووزارة الخارجية عند تحويلها من مديرية عام 1351هـ (1932م) .

الوضع العام:

كان مجلسا الشورى والوكلاء مجمع السلطتين التنظيمية والتنفيذية في البلاد، يتخذان – شأنهما في ذلك شأن بقية الأجهزة الحكومية الأخرى- من العاصمة المقدسة (مكة المكرمة) مقراً لهما، في حين كانت العاصمة السياسية (الرياض) مقر الملك عبدالعزيز إلا أن مؤسسات الدولة الإدارية لم تتبلور فيها بعد، بينما استمرت الممثليات الأجنبية في جدة منذ أواخر القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي).

من الناحية الاقتصادية والثقافية، كان إقليما الحجاز والأحساء أفضل حالاً من نجد، وامتاز الحجاز بتنوع موارده الاقتصادية بفضل عائدات الحج وحركة العبور التجاري في موانئ البحر الأحمر، وكان التعليم – الذي طغت عليه العجمة التركية – يعتمد في الحجاز والأحساء على مدارس أميرية وأهلية وخيرية محدودة العدد وضيقة المناهج، أما نجد وباقي أنحاء البلاد الشمالية والجنوبية، فلم تشهد التعليم الحديث إلا في منتصف الخمسينيات الهجرية (الثلاثينيات الميلادية) من القرن الماضي.

هكذا – في صورة مصغرة – كان المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد في فترة ظهور فيصل، الذي نشأ في تلك البيئة نشأة جادة، وتحمّل المسؤوليات الإدارية والسياسية والعسكرية منذ صغره، والتقى الزعامات الدولية في مقتبل عمره، وأدرك آثار الحرب العالمية الأولى وعاش الحرب الثانية بكل تفاصيلها، وراقب مجمل الأحداث والتطورات الدولية، وعاصر فترتي التأسيس والتوحيد في وطنه، ولازم والده ورافق أخاه، وشهد تقلبات الاقتصاد العالمي، وركب الرواحل في بدايات عمره، وسكن الخيمة، وعرف حياة البادية والصحراء في سنوات ما قبل السيارة والطائرة والبترول في هذه البلاد.

الشخصية والأسلوب:

تكونت لديه شخصية حازمة، وحياة صارمة، صرفها في العمل الجاد، وكرّسها – نهاراً وليلاً – لأداء الوظائف الموكلة إليه، وكان عليه – وهو الذراع الثانية لوالده- أن يعوّض بُعد الملك عن (الحجاز) المنطقة الإدارية المهمة التي وُلِّي مسؤوليتها، وأن يوطد الأمن والاستقرار والإخاء في أرجائها، وأن يصنع الرجال الذين قامت عليهم نواة المؤسسات التنظيمية والتنفيذية فيما بعد، وأن يجسر التواصل مع البعثات الدبلوماسية فيها، وأن يلتقي وفود الحجاج، فنظّم وقته بما يتيح له إنجاز ما يعرض عليه، ويمكّنه من الإشراف والإحاطة بمجريات الأمور الداخلية، ومراقبة عمل الأجهزة المرتبطة به، وسير الأداء فيها.

كان بطبعه، وبسبب ما تمليه عليه ظروف عمله ومحيطه، شخصية قليلة المزاح والكلام، عوّد مرؤوسيه على أن يتحسسوا منهجه وطباعه، وأن يقيسوا على أوامره، وكان يختار معاونيه بعناية ويطبعهم على أسلوبه، فإذا ما وثق برجاحة أحكامهم، منحهم التفويض الكامل بحيث لا يعودون إليه إلا في الضرورات القصوى.

كان فيصل صنفاً فريداً من (بيروقراطية) الإدارة، جمعت بين ضرورة المركزية المنجزة، وحرية التفويض الموجه، فهو يدع المسؤول يمارس مسؤولياته بقدر كبير من التصرف والاجتهاد عند مواجهة الأزمات، شريطة أن يكون ديوانه على علم بما يجري داخل أروقة الدولة من تدابير وإجراءات، وكان في زمنه، نمطاً خاصاً من الحكمة والفلسفة الإدارية، يضع المسؤول في حالة من الوعي وتحسب العواقب، والحذر من الأخطاء، وترقّب الاحتمالات، والفطنة لما حوله، وقد تواترت الروايات، التي تؤكد بأن المسؤولين في الدولة، في مراحل عمله الثلاث -وفرصة الالتقاء به متاحة لهم عدة مرات في اليوم- لا يكادون يعرفون حقيقة انطباعاته عن أعمالهم، ولا يتلقون توجيهات شفوية محددة منه إلا ما ندر، فهم يقررون ما يفعلون وما لا يفعلون في حدود اختصاصهم ومسؤولياتهم.

لم تكن شخصية الفيصل -النائب، ثم ولي العهد، ثم الملك- شخصية عادية، وقد أمضى في كل مرحلة من مراحل مسؤولياته فترة طويلة، وترك -كأي زعيم آخر- بصمات ارتبطت باسمه وصورته، إلا أن من الصعب فهم مكونات إعلامه ما لم يتم التعرف على مكامن شخصيته وأسلوب تفكيره ونظرته إلى الأمور كافة ومن بينها الإعلام، وهو تحليل يتطلب دراسة سيكولوجية متخصصة لدواخل الإنسان وتنشئته وبيئته وتربيته، وهو -على ما أظن- ما لم تقم به أي جهة بحثية حتى الآن، عليه أو على أي ممن سبقه أو أتى بعده من ملوك هذه البلاد وأمرائها.

وفي ظل غياب مثل هذا التحليل المتخصص، ستكتفي هذه الورقة بإعطاء لمحة أوليّة موجزة، مستقرأة مما أدركناه وعرفناه عنه أو تناقله المجايلون له أو رواه المقربون، مما قد يكون قد انعكس على الإعلام في عهده ملكاً، والمراحل السابقة التي مر بها.

خطابه الإعلامي:

كان الفيصل -باستثناء القليل من المناسبات السياسية البروتوكولية- يرتجل الخطب والكلمات، ونادراً ما يتطرق إلى الإعلام في خطبه، لكن المتتبع لها يلحظ أن تلميحاته القليلة المتعلقة بالإعلام تشبه إلى حد كبير ما كان رُصد عن والده، فهو مثلاً قد اعترض منذ مطلع عهده، على لقب صاحب الجلالة، وعلى نسبة (الإرادة) إلى البشر في مثل تعبير (إرادة الفيصل)، وغيره من المصطلحات التي تكثر في التعليقات الإعلامية، وكان يمج الإطراء المباشر، فضلاً عن المبالغة فيه، ويستنكر المديح (الذي لا محل له)، ويكره تغليب الأقوال والوعود على الأفعال، وأحسب أنه لولا الظروف الداخلية الدقيقة لمرحلة الستينيات الميلادية، ووقوع المنطقة تحت سطوة بعض وسائل الإعلام العربي الموجّه، لما استساغ أن تلجأ وسائل الإعلام السعودية إلى الرد على الحملات المعادية للمملكة، فما كان يصدر عن الإعلام السعودي من حملات مضادة إنما كانت تتم بمبادرات الإعلاميين واجتهاداتهم، دون أن يتلقوا توجيهاً أو تحريضاً أو تحبيذاً من الملك، ولكن دون الخروج على توجيهاته إن وُجدت.

لقد التحمت وسائل الإعلام الرسمية والأهلية السعودية في حملة إعلامية مناهضة لبعض وسائل الإعلام العربية، وبخاصة من مصر، بُعيد انطلاقة ثورة اليمن عام 1962م، وما كانت تلك الحملات المتبادلة لتتوقف إلا بعد أن توصل الخصوم في اليمن إلى حل سياسي بعد نحو ثلاث سنوات من النزاع، وكان المسؤولون في قطاع الإعلام طيلة تلك السنوات، وبتقدير منهم، قد أحسوا أن واجبهم الوطني والقومي وأن مسؤوليتهم في حماية الجبهة الداخلية من التصدع، تقتضي التصدي لوسائل الإعلام المؤثرة، المصرية بالذات، بذلك الأسلوب الذي اتبع في حينه.

وعرف عنه استهجانه لارتفاع نبرة صوت المعلقين ومقدمي الحفلات وإغراقهم في المديح والثناء دون ميزان، وكان لا يستسيغ أي قدح شخصي بحق مناوئيه من الزعماء ورؤساء الدول.

لقد استُشهد الملك فيصل، والإعلاميون لم يكونوا على علم ببرامجه المفضلة، أو بعادات المشاهدة والاستماع والقراءة في برنامجه اليومي، وأكد وزيرا الإعلام في عهد حكمه أنه لم يكن ليفصح عن رأيه بأداء وسائل الإعلام، وذكر إبراهيم العنقري للباحث مرة أن ملاحظة عابرة نادرة للملك على النشرة الجوية دللت على أنه ربما كان يتابع -عَرَضاً- نشرة الأخبار، أما عن كونه يهتم بالأضواء ووهج الإعلام، ويقرّب رجال الصحافة والإعلام أو يتدخل فيما يعرض وما لا يعرض، فهي وأمثالها مفردات لم تكن لتتفق وتكوينه وطباعه وميوله، لدرجة أن وسائل الإعلام لم تتعود يوماً أن تتلقى توجيهات من القصر لترتيب ما تقدمه وفق مواعيده ورغباته أو برنامجه اليومي.

وبينما يؤكد ما سبق، على أن معظم ما كان يصدر عن الإعلام السعودي من تصدّ للحملات الإعلامية، في النصف الأول من الستينيات الميلادية، ومن الدخول في التراشقات الكلامية الصحفية والإذاعية مع بعض وسائل الإعلامية المجاورة، كان يمثل اجتهاداً تقديرياً من المسؤولين في وزارة الإعلام، فلا ينبغي أن يترك الانطباع بأن هناك نوعاً من الانفصام بين قمة السلطة وإعلامييها، أو بين الساسة من ناحية والإعلاميين من ناحية أخرى، فالملك فيصل -وهو الشخصية القوية الواعية، الذي منح المسؤولين ثقته، وفوّضهم الصلاحيات الكاملة للتصرف وفق ما يعتقدونه موجباً- لم يكن في قرارة نفسه يقر المنحى الذي سلكه الإعلام في هذا الصدد، لكنه -يقيناً- ربما ترك لهم حرية الرد، لأن المواطن العربي كان قد وقع تحت تأثير آلة الدعاية المحيطة المحمومة، ولم تكن نسبة معتبرة من المواطنين في الداخل بمنأى عن ذلك، وأحسب أن ما قد يظن أنه تناقض بين قناعات الفيصل وممارسة أجهزة الإعلام، تستدعي دراسة بحثية علمية قائمة بذاتها، لتشخيص مكونات شخصيته التي جعلته، بين النوادر من الزعماء المتقشفين البعيدين عن الأبّهة، الذين لا تهزّهم كلمات الإطراء ومترادفات التزلّف ومبالغات المديح، ولنقرأ -على سبيل المثال- تلك الكلمة التي فأجأ بها رجال الإعلام، في أثناء الاحتفال بافتتاح مجمع الإعلام في جدة سنة 1386هـ (1967م)، حيث أكد أنه لا يتابع وسائل الإعلام بانتظام، ثم لا يخفي عدم ارتياحه مما يصدر عنها نحوه من أغنيات وطنية تمجّد شخصه، أو مبالغات في امتداحه، وأن ذلك ينافي رغباته حين قال:

(إن هذا المرفق أيها الإخوة من ضمن المرافق التي عليها مسؤولية. مسؤولية كبيرة تجاه الله سبحانه وتعالى ثم تجاه الشعب والوطن، ليست مسؤولية هذا المرفق أن يطيل المديح أو يتزلف، أو يبرز الصور والمناظر للأشخاص أو للأفراد أو للمسؤولين، لأن هذه أساليب ليست أساليب المؤمن بالله المؤمن بوطنه، وأمته، وإنما مسؤولية هذا المرفق أن يكون في خدمة الدين وفي خدمة الوطن، وفي خدمة الشعب في كل ما يلزم، هذه الاتجاهات من مجهود عمل، ليس مطلوباً من هذا المرفق أيها الإخوة أن يأتي كل يوم وليلة وينشر على أمواج الأثير أو على شاشة التلفزيون صورة فيصل، أو قال فيصل، أو عمل فيصل، أو زار فيصل، ليست هذه مسؤولية… لأن فيصل إذا كان يعمل وإذا كان يؤدي شيئاً من واجبه فليس ذلك لتظهر صورته على صفحات الصحف، أو على شاشة التلفزيون، أو يظهر ما يقول أو يُقال عنه على أمواج الأثير. فإذا كان يعمل فإنما يجب أن يعمل في سبيل الله، ثم سبيل وطنه وأمته).

ومن بين ما علق في أذهان الإعلاميين، توجه الملك فيصل بالشكوى إلى المواطنين، من وزير الإعلام ووزارته من جرّاء الاستمرار في نهج المبالغات وكَيل المديح، في حين لا ينسى أن يوجه الشكر للوزارة على إنجازاتها فيقول:

(وإنني أيها الإخوة المواطنون أحب أن أتقدم بشكوى وهي شكوى من وزارة الإعلام الوزارة التي نحتفل اليوم بافتتاح مشروع من إنجازاتها ونتقدم لها بالشكر عليه، لكنني في نفس الوقت أشكوها إليكم لأنها دائماً وباستمرار وخلاف رجاءاتي لها أن تتجنب نشر الصور الخاصة بي، أو الكلمات الرنانة التي تقال في، أو الأغاني التي تكال، وإنني في نفس الوقت أقول لكم إنني لست متتبعاً لا للراديو ولا للتلفزيون ولكنني في بعض الأوقات يصادف أن أكون خارجاً من البيت أو داخلاً إليه وأرى بعض المناظر وأسمع بعض الكلمات أو بعض الأناشيد أو بعض التعليقات، فوالله العظيم إنه ليحز في نفسي حينما أسمع من الإذاعة أو التلفزيون هذه الكلمات والإطراء والمديح لفيصل لأن فيصل، إذا كان يعمل وإذا كان يقوم بشيء من واجبه فهو لا يشكر على ذلك، بل يجب عليه هو نفسه أن يشكر ربه إذ وفقه إلى ذلك).

وهو يذكر مراراً عدم رضاه عما يمارسه الإعلام خلاف رغباته، فيقول في الخطبة نفسها:

وإنني أرجو من إخوتي المواطنين أن يعلموا أنني غير راض عن ذلك، ولَكَم نبّهت وزير الإعلام وأجهزته بتجنب هذه الأشياء ولكن لسوء الحظ لم ينصاعوا إلى تنبيهي.

لكنه يلتمس العذر لاستمرار وسائل الإعلام في مقارعة ما يوجه للمملكة من حملات إعلامية، فيقول في الكلمة ذاتها:

(طبعاً أنا لا أعتقد أنهم، إن شاء الله، يخالفون رغبتي أو يتعمدون أشياء ولكن ربما يعتبرون أن بعض الظروف أو بعض الحالات تضطرهم إلى ذلك، ولكنني أخالفهم في هذا الرأي).

أيها الإخوة..

(إن هذا المرفق من مرافق الدولة كما ذكرت سابقاً عليه مسؤوليات، مسؤوليات جسام لأنه يدخل كل بيت ويتصل بكل فرد وبكل مجموعة، ويجب أن يكون ما يُذاع أو ينشر من هذا المرفق في خدمة الدين وخدمة الوطن وخدمة الشعب، وعلى هذا المرفق أن يتولى تقديم ما ينفع أمتنا ومواطنينا في أمر دينهم ودنياهم وتوجيههم إلى ما فيه صالحهم وصالح وطنهم.. وهذه هي مهمة هذا المرفق، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين عليه والقائمين على غيره من المرافق إلى سواء السبيل، وأن يكونوا دائماً عند حسن ظن الأمة بهذا في خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم، إنه على كل شيء قدير).

ثم تكرر الموقف نفسه بعد عام في حفل افتتاح المرسلات الإذاعية (في خشم العان) بالرياض سنة 1387هـ (1968م)، حين قال معلقاً على المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، وعلى دورها في دعوة الحق، ومؤكداً مرة أخرى عدم ارتياحه مما تتضمنه البرامج من مديح لأداء المسؤولين:

أيها الإخوان، هذا المشروع الإعلامي كما ذكر وزير الإعلام هو سلاح ذو حدين، فإذا كان استعماله في سبيل الخير والهداية والتوعية الصالحة فهو خير، أما إذا استعمل في غير ذلك أو في اتجاهات أخرى فإنه سيكون شراً مستطيراً يحل ببلدنا وأمتنا، وإنني، بحول الله وقوته، لأربأ بالمسؤولين عن هذا المشروع أن يكونوا مطية شر.. أو وسيلة شر.. أو أداة من أدوات الفساد التي تفسد الأمة أو تخرب أخلاقها أو معتقداتها، أو اتجاهاتها.

أيها الإخوة، إننا في مشروعاتنا الإعلامية لا نهدف لأن تكون وسيلة لنشر المديح أو الثناء أو الإطراء للحكومة، أو المسؤولين أو أي فرد في هذه البلاد، إنما نريدها لنشر الفضيلة ونشر الحق وتوعية المواطنين وغير المواطنين إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، وهذا ما نهدف إليه وما يؤكده واقعنا ونحن سائرون في سبيل الله معتمدين عليه سبحانه وتعالى في تنفيذ وتأكيد هذه الدعوة.. الدعوة إلى الله وإلى الحق والسلام والمحبة، مستنبطين ذلك من كتاب الله سبحانه وتعالى، ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن سيرة خلفائه وأصحابه.

أيها الإخوة، إنني لمغتبط جداً أن أسمع من وزير الإعلام اعترافه أمامكم أيها الإخوان وأمام كل من يسمع صوت هذه البلاد بأن هناك أخطاء وأن هناك تقصيراً وهذه فضيلة يجب على كل فرد من أفراد الدولة والمواطنين أن يأخذها بعين الاعتبار، لأن الإنسان بشر، ومُهمٌّ أن يعترف بخطئه وليس الاعتراف بالخطأ كافياً إنما المهم أن نصلح ذلك الخطأ وأن نعود إلى الحق واتباع ما فيه خير ديننا وخير أمتنا ووطننا. وإنني لأرجو الله مخلصاً أن يهدينا جميعاً إلى سبيل الرشاد وأن يجعل من هذه المنشآت والمؤسسات عوامل خير في سبيل الله وفي صالح أمتنا وشعبنا.

جدير بالذكر، أن دار الفيصل الثقافية قد رصدت جميع كلماته، وأن دراسة قد أجريت على مضامين خطبه التي كانت، ومنذ توليه الحكم، تركز على وظيفة الإعلام في خدمة الدعوة الإسلامية، وعلى قضية فلسطين، والقدس تحديداً، وعلى الجذور الصهيونية للشيوعية التي كان يراهن على انهيارها، وصدرت الدراسة في كتاب(1)، لكن مناقشة هذا المحور قد تحتل مكاناً آخر من هذه الندوة.

ولقد كان من أبرز ما صبغ الإعلام السعودي في النصف الأخير من عهد الملك الذي دام أحد عشر عاماً فيصل هو تعضيد دعوة التضامن الإسلامي، التي أطلقها في إثر انعقاد أول قمة إسلامية بعد حريق المسجد الأقصى (1969م)، فكان أن صُمّمت صِيَغ برامجية سياسية ودينية وثقافية تتناسب وهذا النهج الذي استمر طيلة بقية عهده، حتى لم تكد الخطب الملكية تخلو من مفردات ومفاهيم تتصل بكل ما تقدم، فضلاً عن التأكيد دوماً على أن الإسلام لا يقف عائقاً دون التطور، وأن التطور الطبيعي، لا الثورة، هو منهجه المفضل في سبيل الإصلاح، وقد تناولته بالتوثيق مجموعة من الكتابات والأُطروحات (الجامعية) التي ظهرت فيما بعد.

نائب الملك في الحجاز (30 عاماً):

وبالانتقال إلى ما ارتبط بفيصل إبان توليه النيابة العامة(2) تذكر – لا على سبيل الحصر-الشواهد والأمثلة الآتية:

1 – ارتباط مديرية المطبوعات به فيما يتصل بالأخبار الداخلية، والمعروف أن تلك المديرية قد تأسست بأمر سلطاني(3) في محرم 1345هـ (1926م) ثم أصبحت عند إنشاء وزارة الخارجية عام 1349هـ (1930م) واحدة من أجهزتها، وتغير اسمها إلى قلم المطبوعات، وتعد، تاريخياً -بالإضافة إلى الجريدة الرسمية (أم القرى) التي بدأت في الصدور عام 1343هـ (1924م)- أقدم نواتين لجهاز الإعلام السعودي الرسمي، فكانت مسؤولة عن المطابع والمطبوعات، والمرجع في تطبيق نظامها، والمسؤولة عن إصدار البلاغات الرسمية بشأن الأحداث الداخلية والخارجية.

2 – صدور أول نظام سعودي للمطبوعات والمطابع في عام 1347هـ (1928م)، وتجديده عام 1358هـ (1940م)، وكانا نوقشا في مجلس الشورى، الذي تولى الفيصل رئاسته(4)، وكان المجلس قد درس شؤوناً إعلامية أخرى في حينه، مثل اقتراح إلغاء الرسوم المفروضة على استخدام أجهزة الراديو.

3 – تكليفه بالإشراف على إنشاء الإذاعة السعودية بجدة، بموجب المرسوم الموجه إليه من الملك عبدالعزيز برقم 7-3-16-3996 وتاريخ 23-9-1368هـ (1949م)، وكان الفيصل قد افتتحها بكلمة قرأها نيابة عن والده(5)، كما رعى حفل افتتاح مقرها في مكة المكرمة بتاريخ 1-1-1371هـ (2- 10-1951م).

4 – قيامه بتمويل إصدار صحيفة عربية في مصر تحمل اسم (القاهرة)، مستمرة أربعة أعوام، وكانت تُعنى بشؤون العالم العربي والقضية الفلسطينية، وأشرف عليها أسعد داغر، وصدر عددها الأول في 4-2- 1372هـ (12-10-1952م).

5 – المقابلات الصحفية والإذاعية التي أجريت مع الفيصل في عهد والده، من قبل وسائل إعلام داخلية وخارجية، منها على سبيل المثال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة (لو جورنال) الباريسية في أثناء زيارته الثانية لفرنسا عام 1345هـ (1926م) قبل أن يصبح وزيراً للخارجية السعودية(6)، وهي المقابلة التي ربما كانت الأقدم في حياته السياسية.

في أثناء ولاية العهد: (11 عاماً):

أصبح فيصل ولياً للعهد مع أخيه الملك سعود (1373هـ – 1384هـ – 1953م – 1964م)، وكان من أبرز ما نُسب إليه، مما له صلة بالشأن الإعلامي، الحدثان الآتيان:

1 – إلغاء الرقابة المسبقة على الصحف السعودية عام 1379هـ (1960م)، وكان حمد الجاسر في كتابه من سوانح الذكريات (الصادر في الرياض عام 1427هـ -2006م ص993) وغيره ممن أرّخ للصحافة السعودية، قد فصّلوا التطورات التي مهدت لإعلان الأمير فيصل لقراره.

2 – إعلان منهج الإصلاح الداخلي، الذي أطلقه الأمير فيصل عندما وُلي رئاسة الحكومة سنة 1382هـ (1962م)، متضمناً فقرة تتعلق بحرية التعبير، وأخرى بعزم الحكومة إدخال وسائل الترفيه المرئي (التلفزيون)، وقد نشر ذلك المنهج في وسائل الإعلام السعودية في حينه.

الإعلام في حقبة الملك فيصل (11 عاماً):

تولى فيصل بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، في منتصف الثمانينيات الهجرية (منتصف الستينيات الميلادية) وسط مناخ من التوتر السياسي الداخلي الذي خيّم على البلاد نحو عامين، وكانت الأوضاع العسكرية على الحدود مع اليمن تلقي بظلالها الكثيف على العلاقات العربية البينية بعامة، وعلى الساحتين السعودية والمصرية بخاصة، بينما كان المشرق العربي يشهد تقلبات سياسية ساخنة في أعقاب وقوع عدة انقلابات في العراق وسوريا، فكان على الإعلام السعودي، الذي أصبح يديره ومنذ عام 1382هـ (1962م) جميل الحجيلان، أن يعمل جنباً إلى جنب مع قيادته السياسية، لتوجيه دفة السفينة بحكمة ورفق، ولضمان استقرار الجبهة الداخلية بالدرجة الأولى، وللإسهام في جهود التهدئة العامة في محيط عربي متوتر الأجواء، شغل الناس والآلات الإعلامية فيه بحملات كلامية – هجومية ومضادة – لا تزال الذاكرة العربية تحتفظ بأسماء رموزه، وعناوين برامجه، وكلمات أغنياته الحماسية الملهبة.

كانت الصحافة السعودية – عندئذٍ – قد تحولت من ملكية فردية الامتياز، إلى مؤسسات أهلية حديثة التكوين لم يشتد عودها التحريري والمالي بعد، إلا أنها بدأت تحظى بقاعدة طباعية وبشرية أعرض، وقد جعلها وضعها الجديد، أقرب إلى رقابة الوزارة، التي استمرت بموجب نظام المؤسسات الصحفية تتدخل في تعيين مديريها العامين ورؤساء تحريرها، فأصبحت تدريجياً تشهد تطوراً فنياً، وإن خسرت، إلى حد ما، مبادرات تحريرية أكثر جرأة، كان يتحمَّل مسؤوليتها والمبادرة إليها أصحاب الامتياز ورؤساء التحرير السابقون من الأفراد.

أما عن الإذاعة، فقد صادف عام تتويج الفيصل افتتاح إذاعة جديدة في الرياض، كان المجتمع يتلهف لأعوام سبقت أن يراها، وقد بدأت قوية في برامجها مستفيدة من تجربة سابقتها في جدة ثم توسعتا معاً أفقياً ورأسياً عبر مشروعات تطويرية نفذت في عهده، ثم بدأ التلفزيون الرسمي في محطتي الرياض وجدة، بعد نحو عام ونصف العام من بدء عهد الملك فيصل، وكانت التحضيرات له قد تمت في أواخر عهد الملك سعود، وقد انطلق ببداية ضعيفة من حيث البرامج والأخبار، لكنه سرعان ما حقق قفزات نوعية صاعدة بالرغم من محدودية إمكاناته توسع بثه ليصل إلى سبع تجمعات سكانية، وكان من ملامح بداياته جودة الدورات التدريبية التي أوفد لتلقّيها في الخارج عشرات من الشباب السعوديين الذين شاركوا بفاعلية في تشغيله وإدارته وصنع برامجه وإنتاج نسبة كبيرة، غير مسبوقة أو ملحوقة، من مادته محلياً.

وكان من الطبيعي أن تسجّل حالات فردية – معزولة – لمعارضة دخوله في المجتمع السعودي، إلا أن الغالبية العظمى من المواطنين تفاعلوا معه واستبشروا بمقدمه، واستقبلوه بكثير من الترحاب، كما تعاون معه عدد كبير من المشايخ والمثقفين، وحظي بدعم مادي ومعنوي كبيرين من القيادة السياسية، وقد رُصدت فترة ذهبية من التطور الأفقي والرأسي للتلفزيون والإذاعة، استمرت بقية عهد الملك فيصل، وشهدت كثيراً من برامج المنوعات والحوارات والوثائقيات عالية الجودة، قياساً بالظروف الاجتماعية والإمكانات التجهيزية السائدة في حينه.

رقابياً، خضعت وسائل الإعلام كافة، المقروءة والمسموعة والمرئية، لقيود ذاتية حازمة، يحاسب الإعلاميون عَبْرها على الأخطاء التي يرتكبونها، عمدية كانت أم عفوية، وكانت المركزية واضحة في الكثير من عمليات الإنتاج والبث والرقابة وتحرير الأخبار، ثم جاء تدشين وكالة الأنباء السعودية في منتصف عهد الملك فيصل ليكرس من مركزية التعامل مع الأخبار.

وقد تميزت مسيرة الإعلام في حقبة الملك فيصل باستقرار إداري ملحوظ، وبحراك نشط -لم يشهد الإعلام الرسمي مثله- في مجال الإعلام الخارجي، تمثل بإنتاج العديد من الكتب التوثيقية والتسجيلية من قبل مؤلفين سعوديين وعرب وأجانب، وبحركة واسعة في مجال الأفلام الإعلامية عالية المستوى، وبوفود إعلامية لم تنقطع زياراتها، وقد بلغت ذروتها بعد حرب أكتوبر وبعد ارتفاع أسعار البترول في إثرها، وهو موضوع يحتاج الحديث فيه إلى محاضرة أخرى.

وكان من أبرز ما تحقق – كميّاً – على صعيد الإعلام في عهد الملك فيصل، الإنجازات الآتية، مرتبة وفق التسلسل التاريخي(7):

1 – افتتاح أربع مرسلات إذاعية بجدة (شعبان 1384هـ – ديسمبر 1964م) .

2 – افتتاح إذاعة باللغة الإنجليزية بجدة (شعبان 1384هـ، يناير 1965م).

3 – افتتاح إذاعة الرياض (رمضان المبارك 1384هـ – يناير 1965م) .

4 – بدء التلفزيون الرسمي السعودي (ربيع الأول 1385هـ – يوليو 1965م) .

5 – صدور مجلات: الدعوة والتجارة والعرب ودعوة الحق والاقتصاد والتوثيق التربوي والخفجي واقرأ والدعوة وصحيفة عرب نيوز وغيرها في تواريخ مختلفة.

6 – افتتاح مجمع الإعلام ومرسلات الموجات الإذاعية المتوسطة بجدة (ذو الحجة 1386هـ – أبريل 1967م) .

7 – افتتاح مرسلات الموجات الإذاعية المتوسطة في الدمام (فبراير 1387هـ – يونيه 1967م).

8 – إنشاء نواة المجلس الأعلى للإعلام (ربيع الأول 1387هـ – يونيه 1967م).

9 – افتتاح إذاعة باللغة الإنجليزية من الرياض (1387هـ – 1967م).

10 – افتتاح تلفزيون المدينة المنورة (شوال 1387هـ – ديسمبر 1967م).

11 – ربط مكة المكرمة والطائف تلفزيونياً بجدة (ربيع الآخر 1387هـ -أغسطس 1967م).

12 – عقد اتفاقيات إعلامية مع المغرب واليمن والكويت والبحرين في تواريخ متفاوتة.

13 – افتتاح المرسلات الإذاعية المتوسطة (في خشم العان) بالرياض (ذو القعدة 1387هـ – فبراير 1968م).

14 – افتتاح محطة تلفزيون القصيم (ربيع الآخر 1388هـ – يوليه 1968م).

15 – افتتاح إذاعة باللغة الفرنسية بجدة (جمادى الآخرة 1389هـ – أغسطس 1969م).

16 – افتتاح تلفزيون الدمام (شعبان 1389هـ – نوفمبر 1969م).

17 – بدء وكالة الأنباء السعودية (ذو القعدة 1390هـ – ديسمبر 1971م).

18 – صدور تعرفة مكافآت الإذاعة والتلفزيون (جمادى الآخرة 1392هـ – أغسطس 1972م).

19 – اعتماد تحويل التلفزيون إلى ملوّن (شوال 1392هـ – نوفمبر 1972م) .

20- بدء بث شعائر الحج عبر الأقمار الصناعية (ذو الحجة 1392هـ-يناير 1973م)، باستخدام محطة الأردن .

21- تأسيس وكالة الأنباء الإسلامية في جدة (1392هـ – 1973م).

22 – بدء أول قسم للإعلام في المملكة بجامعة الملك سعود (1393هـ – 1973م).

23 – افتتاح إذاعة باللغة التركية في جدة (جمادى الأولى 1393هـ – يونيه 1973م).

24 – بدء أول الاجتماعات الإعلامية الخليجية بقطر (1393هـ -1973م).

25- صدور أول ضوابط تطويرية مكتوبة لتنظيم الأخبار في وسائل الإعلام (1394هـ – 1974م).

26 – افتتاح مجمع الإذاعة ووزارة الإعلام في الرياض (1394هـ -1974م).

27 – عقد الاتفاقية السعودية الفرنسية لتطوير التلفزيون (1394هـ – 1974م).

28 – إطلاق أول محطتين للأقمار الصناعية في الرياض وجدة (1394هـ – 1974م).

29 – تأسيس أول شركة للإعلان والعلاقات العامة والتسويق (تهامة) (1394هـ – 1974م).

30 – بدء إذاعة باللغة الفرنسية من الرياض (1395هـ – 1975م).

31 – إنشاء الكيبل المحوري بين الدمام والرياض والطائف للاتصالات (1395هـ – 1975م).

32 – إنشاء منظمة الإذاعات الإسلامية بجدة (1395هـ – 1975م).

33 – وضع خطة جديدة لتطوير التلفزيون (1395هـ – 1975م).

الخلاصة:

يستحق الإعلام في حقبة الملك فيصل -وما سبقها من فترات مسؤولياته المبكرة، بوصفه نائباً لأبيه في الحجاز، ثم ولياً للعهد طيلة حكم أخيه الملك سعود- أن يحظى بدراسة أعمق، وبتحليل أوفى للظروف الداخلية والخارجية المحيطة بعهده، والمرجو أن يفتح هذا البحث وهذه الندوة رغبة الباحثين لاقتحام هذا الموضوع والتعمق فيه، وبخاصة فيما يتصل بتحليل مضمون الحملات الإعلامية المتبادلة التي شهدتها المنطقة في أعقاب ثورة اليمن، ودراسة التركيبة النفسية لشخصية الملك فيصل، والتي ربما انعكست على الإعلام في عهده.

(1) Mohammed Al Osaimi: The Politics of Persuation,The Islamic Oratory of King Faisal Obn Abdul Azoz, Riyadh 2000.

(2) تعبير شائع يقصد به مكتب نائب الملك في الحجاز، علماً بأن مسؤولياته في تلك المرحلة شملت -كما سلف- مجلس الشورى ومجلس الوكلاء بعد تأسيسه، ووزارة الخارجية بعد تحويل مديريتها.

(3) جريدة أم القرى، العدد 87 بتاريخ 4-2-1345هـ (13-8- 1926م)، والأمر السلطاني نسبة إلى لقب السلطان عبدالعزيز قبل تسميته ملكاً.

(4) نشر الأول في جريدة أم القرى، العددان (226 و227)، ونشر الثاني في العددين (788 و789).

(5) أم القرى، العدد 1281 بتاريخ 23-12-1368هـ (14-10- 1949م).

(6) نشرت أم القرى نصها في عددها رقم (99) عام 1345هـ (1926م).

(7) اعتمدت هذه الفقرة على ما تضمنه كتاب الباحث: الإعلام في المملكة العربية السعودية، الرياض 1421هـ (2000م).

(*) بحث مقدم إلى الندوة العلمية عن تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز