سلمان الصفوان.. السعودي الذي شغل مناصب وزارية في العراق – جريدة المدينة

جريدة المدينة 28 يناير 2025م

لم يدُر بخَلَد سلمان بن صالح الصفواني الشاب السعودي ذي العشرين عاماً، عند هِجرته من مسقط رأسه في بلدة صفوى بمحافظة القطيف، في عشرينيات القرن الماضي بأنه سيشغل عدة مناصبَ وزاريةٍ بجمهورية العراق في الستينيات، بعد أن عمل في مجالاتٍ مختلفة كالتعليم، والإعلام، والأشغال والمواصلات، والمالية.يُعدُّ سلمان الصفواني أول مدير للإذاعة في بغداد عند تأسيسها عام 1938م وكان اسمها إذاعة قصر الرحاب، كما عُيّن وزيراً لشؤون الصحافة عام 1963م، ومن ثم أصدر عدداً من الصحف منها “اليقظة” عام 1924م وتُعدُّ من مصادر تاريخ العراق المعاصر، كما أصدر صحفاً أخرى مثل “المعارف” عام 1929م، و”المنبر العام”، و”صدى اليقظة”، قبل يعود لإصدار صحيفته الأساسية “اليقظة” بعد إيقافها لمرتين حيث ظهرت للمرة الثالثة عام 1945م واستمرت حتى 1959م.

وشارك الصفواني في العديد من المؤتمرات الفكرية، والصحفية داخل العراق وخارجه، وحرّر عموداً يومياً في جريدة “اليقظة”، وله العديد من المؤلفات منها كتاب “حرب البسوس”، وعدداً من الروايات.

سيرة سلمان الصفواني المولود عام 1317هـ/1899م تناولها عددٌ من روّاد الفكر والثقافة والإعلام في الوطن العربي في العديد من تحقيقاتهم، حيث كتب عبدالله الشيخ علي البهادلي: “لماذا تهمل نقابة الصحفيين العراقيين رائداً صحفيّاً مثل المرحوم الكبير سلمان الصفواني، صاحب جريدة اليقظة الغراء؟”. فيما كتب عنه الإعلامي محمد رضا نصر الله في جريدة الرياض الصادرة بتاريخ 21/5/2003م: “سلمان الصفواني، الذي ترك مسقط رأسه صفوى في العشرينيات الميلادية من القرن العشرين بعدما تعلّم القراءة والكتابة، ودرس القرآن الكريم على معلمي بلدته الصغيرة إلى بغداد، وعمل مراسلاً لمجلة (البلاغ) المصرية، وارتبط بعلاقة أدبية مع الأديب المصري الدكتور زكي مبارك. وجرت بينهما مساجلاتٌ منشورة”.

وقال عنه الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في كتابه (الإعلام في المملكة) ما أورده محمد سعيد المسلم في كتابه (القطيف.. واحة على ضفاف الخليج) “… إنه من المواطنين السعوديين الذين كان لهم نشاطٌ صحفيٌ في العراق”.

وتابعت مجلة (الإيمان) الكويتية بشكلٍ دقيق ما نشره الصفواني في جريدته “اليقظة” حيث نشرت في أعدادٍ كثيرة لها محاضراتِ وندوات الصفواني التي قدمها في مختلف أرجاء الوطن العربي.

وذكره الكاتب علي العوامي في كتابه (رجال عاصرتهم) فقال: “رغم إقامته الطويلة في العراق، واندماجه في مجتمعها كفرد من أبنائها، ومشاركته الفعالة في سياستها ومشاكلها فإن كل ذلك لم يُنسِه بلده التي ولد فيها، وشهدت طفولته، وبواكير صباه، فقد كان يحنّ إلى زيارتها، ولكن الظروف لم تسمح له بزيارتها إلا في أواخر عمره، ولقد التقيته في مجلس العزاء في وفاة شقيقه المرحوم حسين بن صالح آل إبرهيم “عمدة مدينة صفوى ” في شهر يناير عام 1981م، وقد أنهكته السنون”.