هكذا تكلم د.عبدالرحمن الشبيلي لمحمد رضا نصرالله .. حكايات عمر لم يعرف الفراغ


مجلة اليمامة (21/10/2021)

في سيرته الممتدة تتكشف ملامح رحلة طويلة بين الطموح والكفاح والنجاح، وبالرغم من أنه قد وثّقها قبل رحيله في كتابه الأخير “مشيناها.. حكايات ذات”، إلا أنه تجنب الحديث المباشر بزهو عن نفسه رغم ثراء تجاربه، طالبًا وموظفًا ومبدعًا، إنه الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، الذي يعدّ علمًا من أعلام المملكة في مجال الإعلام، فهو أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام، كما أنه من جيل الرواد الذين عاصروا بدايات الإعلام السعودي المرئي والمسموع، كما أسهم في تأسيس عدد من المؤسسات الإعلامية على أسس علمية ومهنية راسخة، وتحتوي مكتبته على إرثٍ كبير من المؤلفات التي تصل إلى 55 كتابًا ومحاضرة مطبوعة في تاريخ الإعلام وسِيَر الأعلام، وكان (رحمه الله) دائما ما يصف نتاجه المكتوب بأنه “حكايات عمر لم يعرف الفراغ، وحياة قلق شكلتها الصدف منذ الطفولة”، وقد نهل طلاب الإعلام من كتاباته في مختلف الجامعات. لا يختلف اثنان على دور الشبيلي (رحمه الله) المهم في إثراء التجربة الإعلامية السعودية، كما يعتبره الجميع واحدًا من روادها، هذا دون أن ننسى مساهمته في تأسيس إذاعة الرياض وتليفزيون الرياض، وإلى جانب الإعلام؛ كان عضوا في مجلس الشورى، ورجلًا من رجالات التعليم العالي، وتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة، وقد نال العديد من الجوائز والتكريمات، لعل أبرزها؛ في عام 2017م عندما حصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وفي عام 2019م.. توفى الشبيلي في الرياض بعد رحلة طويلة مع الإعلام المسموع والمرئي والمقروء.
اليمامة تنشر هذا الحوار الذي اجراه الاعلامي الكبير محمد رضا نصرالله عام 2006 في برنامجه التلفزيوني (هكذا تكلموا).
عائلة عريقة
* دكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ لا شك أن الحوار مع إعلامي ومحاور قدير مثلك قد يكون صعبًا بعض الشئ، فالجيل المخضرم يعلم جيدًا أنك أقمت العديد من الحوارات، الشائكة أحيانا، مع قامات عديدة وشخصيات هامة. بأيّ حال ـ وكعادة برنامجنا ـ نعود إلى البدايات؛ أنت من مواليد عنيزة، في آواخر الحرب العالمية الثانية، نريد أن نبدأ بالحديث عن البيئة الثقافية والاجتماعية التي وُلِدَ فيها الدكتور الشبيلي، ونحن نعلم أن أمين الريحاني قد وصف مدينتكم بأنها “باريس نجد”، وأيضا نود الحديث عن الوسيلة الإعلامية التي توسلت من خلالها نحو الانفتاح على العالم.
** ولادتي كانت في عام 1363 هـ (1944م)، حيث آواخر الحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام 1945م، وُلِدت في عنيزة، المدينة الوادعة والمنفتحة على العالم الخارجي، أسرتي كانت معروفة على مستوى الوطن، فقد ظهر منها رجالات عُرِفَت على المستوى الاجتماعي، منهم ـ على سبيل المثال ـ عمّ والدي “سليمان الناصر الشبيلي”، وكذلك ابنه “محمد سليمان الشبيلي”، وهو خال السفير “محمد الحمد الشبيلي”، وهو أحد من أقنعوا الملك عبدالعزيز بالعودة، حيث رجع من جنوب القصيم وانتصر في معركة الشنانة، من الشخصيات المعروفة على المستوى الرسمي من عائلتي أيضا، ابن عمّي “عبدالعزيز الناصر الشبيلي”، وهو والد الكاتب المعروف “عبدالرحمن عبدالعزيز الشبيلي” الذي كان يكتب في صحيفة الشرق الأوسط، وكان قنصلًا في القدس، وخرج منها يوم وقع الاحتلال، ثم أصبح على درجة سفير بوزارة الخارجية.
سيرة الشيخ محمد الحمد
* على ذكر الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه)؛ يبدو أنه هو الذي عيّن الشيخ محمد الحمد الشبيلي، كاتبًا في الديوان بعدما عاد من دراسته في البصرة بالعراق، قبل أن يصدر قرارًا بنقله إلى البصرة لشغل وظيفة نائب للقنصل السعودي فيها آنذاك مدحت شيخ الأرض.
** السفير محمد الحمد الشبيلي من الشخصيات المعروفة والتي نفتخر بها في عائلتنا، درس في مدرسة النجارة المعروفة في الزبير، والتي أسسها الشيخ محمد أمين الشنقيطي عام 1338هـ ، وتخرج منها عدد كبير من رجالات التربية والتعليم في بلدان الخليج والأحساء ونجد وغيرها، وكان من بين الطلاب.. السفير الشبيلي وابن عمّه محمد عبدالرحمن الشبيلي، حيث عادا معا إلى الرياض والتحقا بالديوان الملكي، محمد عبدالرحمن الشبيلي بقي في الشعبة السياسية لمدة 55 عامًا إلى أن انتقل إلى رحمة الله ، أما الشيخ محمد الحمد الشبيلي فقد تم تعيينه في الشعبة السياسية في بادئ الأمر، ثم التحق بالديوان الملكي مع الشيخ محمد بن دغيثر، ثم تم تعيينه كمساعد قنصل للدكتور مدحت شيخ الأرض، في البصرة، في عام 1362 هـ (1942م)، وذلك لدراسته في تلك المنطقة ودرايته بها ومعرفته بالأسر السعودية المقيمة.
* زار الملك سعود (رحمه الله) العراق عام 1373هـ، عندما كان وليًا للعهد، وبعد ذلك عندما تُوّجَ ملكًا زارها مجددًا عام 1377هـ، فهل عاصر السفير الشبيلي هاتين الزيارتين؟
** نعم، الزيارتان عاصرهما الشيخ محمد الحمد الشبيلي وهو في قنصلية البصرة، لأنه ظل في عمله هناك منذ عام 1362هـ (1942م) إلى عام 1957م، عندما تم اختياره كسفير في باكستان لعدة سنوات، وبعد ذلك أصبح سفيرًا في الهند، ثم سفيرًا في العراق عام 1968م، واستمر هناك لمدة 4 سنوات، ثم سفيرًا في أفغانستان إلى أن قامت الثورة هناك، وتمت الإطاحة بالملك محمد ظاهر شاه، حيث تم تعيينه سفيراً في ماليزيا وظل على رأس عمله إلى أن توفاه الله في عام 1409هـ.
* حظي الشيخ محمد الحمد الشبيلي “أبو سليمان” بشعبية واسعة، وذلك بسبب ضيافته النادرة المثيل، فهل فعلًا كان يمرّ بضوائق مالية بسبب كونه مضيافًا بشكل لا يضاهى؟
** تاريخ الشيخ محمد الحمد الشبيلي هو جزء من تاريخ أسرتنا، وجزء من تاريخ الوطن، لذلك لم أتردد بعد فشل محاولتين في كتابة تاريخ هذا الرجل، بأن أعاود المحاولة، فهذا الرجل ـ بلا شك ـ شخصية مختلفة، ولا أذكر أن ورد ذكره في مجلس من المجالس إلا واحتل الحديث عنه كامل وقت الجلسة، وسبق وأن حضرت جلسة للملك عبدالله، حيث روى أنه زار سنغافورة عندما كان رئيسًا للحرس الوطني، وحينها قام الشيخ محمد الحمد بوضع يده على كل الفواتير التي تمثل تكلفة زيارته، ليقوم بتسديدها، وبذل الشيخ عبدالعزيز التويجري جهدًا كبيرًا للحصول على هذه الفواتير، لكن الشيخ محمد مارس عادته الكريمة في الضيافة، بالرغم من أن إمكانياته كانت محدودة، وكان في بعض الحالات مَدينًا.
* هل كان الشيخ محمد من أسرة مستورة الحال، كما أنت عليه؟
** الشيخ محمد ابن عمّ لي ألتقي معه في الجد الثاني، فنحن في عائلتنا نكوّن فرعين، فرع الشبل وفرع الشبيلي، لكننا نلتقي في الجد السادس، والآن لا تكاد تفرق بين الفرعين لأننا أصبحنا نطبق الاسم الشائع وهو “الشبيلي”، والشيخ محمد كان ينتمي لفرع مستور الحال، أما أنا فقد كانت أسرتي تنتمي لفرع ميسور الحال جدًا.

حياة الوالد
* هل لك أن تحدثنا قليلًا عن والدك؟، وهل هو الذي دفع بك إلى أن تتخصص في دراسة اللغة العربية بعدما وفدت إلى الرياض؟
** والدي (رحمه الله) كان أحد طلبة العلم، وكان شاعرًا باللهجة المحلية وباللغة العربية الفصحى، ولكن قصائده كانت محدودة جدًا، ولم أعثر سوى على 50 قصيدة، جمعتها في كتيب صغير في نفس الفترة التي أخرجت فيها كتاب الشيخ محمد الحمد الشبيلي، أما دراستي وتخصصي في اللغة العربية فقد كانت بتوجيه من الوالد، حيث كنت معه في دكانه الذي يقوم فيه ببيع التمور، وكانت حالته ميسورة، وعندما وصلت إلى المرحلة الأخيرة من الدراسة الابتدائية بالمدرسة العزيزية التي كان يديرها أستاذنا الشيخ صالح بن ناصر، وفي عام 1373هـ تم افتتاح معهد عنيزة، الذي هو الآن أحد المعاهد التابعة لجامعة الإمام، وكانت المعاهد آنذاك تقدم مكافأت للطلاب عند الانضمام إليها، وكان هذا المعهد يشرف عليه، سماحة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي.
وقد شجعني والدي على الانضمام إلى هذا المعهد، ولكن أخي الأكبر محمد (رحمه الله) لم يكن مرتاحًا لابتعادي عن نظام وزارة المعارف، فوجدت حل وسط بين والدي وأخي، وهو أن أكمل على النظامين، وبالفعل أكملت الابتدائية عليهما، وصرت منذ ذلك العام أدرس على خطين متوازيين، وقد سهّل لي ذلك لاحقًا أن أحصل على المتوسطتين والثانويتين ثم الشهادتين الجامعتين.

ازدواج ثقافي
* ما سرّ هذا القلق ـ لو جاز لنا تسميته بذلك ـ في الازدواج الثقافي؟، وهل كان الإعلام بوسائله الجديدة يشغل ذهن الطالب عبدالرحمن الشبيلي في تلك الآونة؟
** ربما أنني كنت منذ ذلك الوقت أترقب أن أسلك طريق أكثر انفتاحًا على العالم وثقافته الواسعة، من خلال المنهج الحديث الذي تتبعه وزارة المعارف وجامعة الملك سعود، فمن المعروف أن جامعة الإمام ومعاهدها وقتذاك لم تكن تُدرّس العلوم الحديثة، وأنا كنت منذ صغري طوّاقًا أن أجاري الطلاب الذين يريدون دراسة اللغات والعلوم الحديثة، حينها لم يكن الإعلام يشغل ذهني على الإطلاق، ولم تكن لديّ أيّ طريقة للاتصال بأيّ وسيلة إعلامية قبل أن أتخرج من الجامعة، وعندما تخرجت من كلية اللغة العربية في عام 1383هـ طلبت وزارة الإعلام آنذاك من كليتنا أن ترشح الأوائل كي يصبحوا إذاعيين في إذاعة جدة، وكان ترتيبي الثاني على الكلية، وبالفعل التحقت مع بعض الزملاء من كليتي وكلية الشريعة في مكة المكرمة بإذاعة جدة.
رغم ما كانت تمتاز به بيئتي ومدينتي عنيزة من انفتاح وتحضر، إلا أنني في الواقع لم أتمكن من الحصول على ثمار هذا الانفتاح، من وسائل القراءة والاطلاع وغيرها، إلا بعد أن تقدمت بي السنوات، فعلى سبيل المثال.. أنا لم أطلع على مجلات الأطفال التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وكانت كافة قراءاتنا هى القراءة المنهجية والكتب التراثية الموجودة في المكتبات.

إذاعة الرياض
* هل لك أن تحدثنا عن انضمامك إلى إذاعة الرياض؟
** أنا انضممت أولًا إلى إذاعة جدة في عام 1383هـ، ثم بعد ذلك كان التحضير يجري على قدمٍ وساق لافتتاح إذاعة الرياض، فطلبت الانتقال إلى الرياض للمساهمة مع الإخوة في التحضير لافتتاح تلك الإذاعة، وقد مرّ افتتاحها بالكثير من العقبات، أكثرها كانت عقبات فنية، ولم توفق المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر (وكان هذا هو مسمى الوزارة قبل ولادتها) برئاسة الشيخ عبدالله بلخير، في إيجاد مُرسِلات لخدمة العاصمة وباقي مناطق المملكة.
* هل أن تحدثنا أكثر عن نشأة إذاعة الرياض والتي كانت في النصف الأول من الثمانينات الهجرية، وذلك بعدما أنشأ الملك عبدالعزيز إذاعة جدة؟، ومن المعروف أنه كان يركز (رحمه الله) على نشاط الدعاية للمملكة وقتذاك في مواجهة الحملات التي كانت تتعرض لها المملكة من الخارج، كما أرسل الموفدين إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي، من أمثال: محمود شوقي الأيوبي، والمؤرخ الكويتي المعروف عبدالعزيز الرشيد، وغيرهما.
** إرسال الوفود الإعلامية كان في وقت مبكر جدًا، ولم يكن مقترنًا بنشأة الإذاعة، فإرسال هذه الوفود كان في منتصف الخمسينات الهجرية، وكان السبب هو وجود دعاية مضادة في العالم الإسلامي البعيد ضد الحكم السعودي الجديد في الحجاز، وقد أسهمت الظروف الاقتصادية السائدة في ذلك الوقت، قبل الحرب العالمية الثانية، في أن ينخفض عدد الحجاج القادمين إلى الحد الأدنى المسجل تاريخيًا، فكانت هذه هى إحدى المحاولات المتطورة جدًا للملك عبدالعزيز، عندما أرسل تلك الوفود إلى دول العالم الإسلامي، وبخاصة إلى جزر الملايو، وذلك قبل أن تصبح إندونيسيا وماليزيا.
من بين الموفدين؛ عبدالعزيز الرشيد ومحمود شوقي الأيوبي ويونس بحري وغيرهم، وكان بحري من بين معارف عبدالعزيز الرشيد، وقد زار جدة والتقى بالمثقفين فيها، وتم تكليفه ضمن الوفود التي ذهبت إلى إندونيسيا بالباخرة، وهناك أسس مع الرشيد صحيفة مشتركة، وكان ذلك كله قبل التحاقه بإذاعة برلين بفترة طويلة.
بخصوص افتتاح إذاعة الرياض، فقد كان في عام 1368هـ (1949م)، وذلك في أعقاب زيارة الملك عبدالعزيز إلى مصر واطلاعه على مظاهر النهضة هناك، وقد تم توقيع عقد إنشائها في القاهرة من خلال عبدالله بن سليمان العويّد (أو طامي) مع الشركة المسؤولة عن الإنشاء، وكان ذلك قبل وفاة الملك عبدالعزيز بـ 5 سنوات تقريبًا، كان الناس حينها يتطلعون لوجود إذاعة في الرياض وباقي أنحاء المملكة، أو على الأقل وضع مرسلات تقوية للبث الإذاعي، ولكن مع الأسف الشديد فشلت كل المحاولات التي قامت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر.

إذاعة طامي
* كيف فشلت محاولات المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، بينما هناك فرد من الشعب (مثل طامي) استطاع أن يسبق الحكومة من خلال إنشائه لإذاعة شعبية، وكانت أول مبادرة من قبل القطاع الخاص في المجال الإعلامي؟
** بسبب عدم وجود إذاعة رسمية في الرياض هو ما أعطى الفرصة والدافع للمرحوم عبدالله بن سليمان العويّد (أو طامي)، ويُقال أنه كان يعمل مع الجيش التركي في سوريا ثم بعد ذلك تعلم كيفية استخدام المبرقات ووسائل الاتصال، وحصل على جهاز إرسال يستخدم في الاتصال البرقي بين أنحاء المملكة، ومما لا شك فيه هو أنه كان موهوبًا على الرغم من بساطته، فاستطاع أن يستخدم هذا الجهاز لإرسال بثّ إذاعته التي دامت لأكثر من سنتين، من عام 1381هـ إلى عام 1383هـ، واستأجر شقة في شارع الوزير كمكان لتلك الإذاعة التي كانت تقوم ببثّ الإعلانات وبعض الأغاني المصرية، مثل أغاني أم كلثوم.
* يُقال أنه قد اشتهر في إذاعته بالإعلان عن مفقودات ضائعة، هل تتذكر بعضًا مما كان يُبث على تلك الإذاعة؟
** صحيح، وأنا استمعت بالفعل إلى تلك الإذاعة، وكان طامي ينشر إعلانات عن المفقودات، على سبيل المثال.. بقرة ضائعة من صاحبها أو أشياء من هذا القبيل، وكان أحيانا يقوم بتشغيل أغنية لأم كلثوم ويذهب لقضاء بعض لوازمه وأشغاله، ويخبر المستمعين بأنه سيعود إليهم قبل أن تنتهي، واشتهر في تقديم نشرة الأخبار بعبارته “يقرؤها لكم أنا”.
وقد أُوقِفَت إذاعة طامي بالتراضي بعد أن تم إنشاء المرسلات الخاصة بالإذاعة الجديدة، وقد تم تعويضه عنها، وكنت محظوظًا أن قابلت المرحوم طامي قبل وفاته، وأنا قلت سابقًا أن إذاعة طامي كان لها الفضل في الإسراع بإنشاء مرسلات إذاعية في الرياض، وهى التي أحرجت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر من أجل القيام بذلك. وأنا لا أنسى أنه عندما ترك طامي إذاعته، بقى لفترة بدون عمل، وأذكر أنه جاء إلينا في التلفزيون بعد افتتاحه في عام 1385هـ، وحاول الالتحاق بالعمل معنا، ولكن لا أعرف ما هى الظروف التي لم تمكنّه من العمل بالتلفزيون.

الانتقال إلى التلفزيون
* حدثنا عن قصة انتقالك إلى التلفزيون وعن كونك أول سعودي لإدارة البرامج ثم لإدارة التلفزيون، هذا المنشأ الجديد الذي جذب قطاع كبير من المواطنين ـ خاصةً في القسم الشرقي ـ للاستمتاع بمشاهدة البث التلفزيوني من شركة أرامكو؟
** مثلما لم تكن لدي فرصة للاطلاع على وسائل الثقافة الحديثة في طفولتي، لم يكن لدي أيضا أي فرصة للاحتكاك بوسائل الإعلام عندما كنت أدرس في الجامعة، ولكن بعد تخرجي تم اختياري في وزارة الإعلام بحكم تخصصي في اللغة العربية، حيث عملت لأقل من سنة في إذاعة جدة، ثم انتقلت إلى إذاعة الرياض للعمل كمساعد لمدير البرامج، حيث كان مدير البرامج هو الأستاذ خميس سويدان، حيث كان له نائبان، وهما الأستاذ محمد الشعلان وأنا، حيث كنا نتقاسم الإشراف على برامج الإذاعة، وكانت هذه فترة ثرية جدًا بالنسبة لي، وتعلمت خلالها مبادئ العمل الإعلامي.
وبعد مرور عام من العمل بإذاعة الرياض، وقع الاختيار على اثنين من الإعلاميين، وهما الأستاذ محمد حيدر مشيخ، ليكون أول مدير للبرامج في تلفزيون جدة، وأنا لأكون أول مدير برامج لتلفزيون الرياض، حدث ذلك في وزارة الشيخ جميل الحجيلان، الذي عُيّن وزيرًا للإعلام مع إنشاء الوزارة في عام 1382هـ (1962م)، أيّ قبل التحاقي بالعمل الإعلامي بحوالي 6 أشهر.

الوزير الأول للإعلام
* تاريخيًا، وأنت أكاديمي، الوزير الأول للإعلام هو الشيخ جميل الحجيلان أم الشيخ عبدالله بلخير؟
** الذي أُطلِقَ عليه لقب وزير الإعلام هو الشيخ جميل الحجيلان، وهذا شئ مؤكد، لكن من الممكن أن يكون قد التبس الأمر على البعض، وقد تسبب في ذلك هو أن الشيخ عبدالله بلخير قد حاز على لقب وزير دولة، لكن لم تكن هناك وزارة للإعلام في فترة الشيخ عبدالله بلخير، وكان الشيخ عبدالله وزير دولة لشؤون الإذاعة والصحافة والنشر، ومن خلال هذه الوظيفة كان يُشرف على المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر.
الأمر الثاني؛ هو أن الخطوة الممهدة لقيام الوزارة، وهى إحداث الميزانية لها، تمت في الفترة التي كان فيها الشيخ عبدالله بلخير مديرًا عامًا للصحافة والطباعة والنشر، أما لقب وزير الإعلام فقد اقترن بالشيخ الحجيلان في آواخر عام 1382هـ عندما تم إنشاء الوزارة في عهد الملك سعود.
* للشيخ جميل الحجيلان أدوار عديدة في حياة الكثير من الإعلاميين السعوديين، منهم الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وكان له الفضل في انتدابك إلى القاهرة لتغطية زيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد، أليس كذلك؟
** الواقع أن بصمات الشيخ جميل الحجيلان كثيرة جدًا، ليست فقط عليّ وحديّ، وإنما على الكثيرين غيري، وكانت بصماته في حياتي واضحة جدًا، حيث أسجل له ثقته الكبيرة بي كإعلامي، وفي وقتٍ كان فيه التلفزيون في أمسّ الحاجة إلى بقائي فيه، أتاح الشيخ جميل ليّ الذهاب للدراسة في الولايات المتحدة ونيل درجة الماجستير ثم الدكتوراة، ومن قبل ذلك أتاح لي فرصة دراسة اللغة الإنجليزية، ويعلم الله أنه كان يعاني من عدم وجود من يركن إليهم في هذا العمل، وكان في أمسّ الحاجة لي شخصيًا، حتى أنه حاول أن يعيدني قبل أن أكمل دراستي للدكتوراة، وأنا في الواقع أقدّر له كثيرًا هذه التضحية.
الشيخ جميل الحجيلان كانت له بصمات على الكثير من الإعلاميين، والحقيقة أن الإعلام السعودي في عهده وخصوصًا التلفزيون، ولولا الفرص التي أُعطِيَت لتدريب الشباب السعودي في بداية ظهور التلفزيون لما استطاع التلفزيون أن يبدأ بهذه النسبة العالية من العاملين من الشباب السعودي.

بين الممانعة والقبول
* كيف تم تجاوز الممانعة الاجتماعية للتلفزيون؟، أنت تعلم أن نشأة التلفزيون في مجتمع نامٍ قد لا يُلاقي ما يُلاقي من ممانعة أو معارضة مجتمعية.
** إذا قلت أنه كانت هناك ممانعة مجتمعية للتلفزيون، فهذا كلام صحيح، وإذا قلت أن المجتمع السعودي كان معتادًا إلى حدٍ ما ـ وبالذات الشرائح المنفتحة منه ـ على التلفزيون، فهذا أيضا كلام صحيح، لأن التلفزيون لم يكن غريبًا على المجتمع السعودي بحكم أنه كان موجودًا في المنطقة الشرقية، وذلك من خلال تلفزيون الجيش الأمريكي في قاعدة الظهران عام 1955م، ثم من خلال تلفزيون أرامكو الذي أنشئ عام 1957م، ويعتبر من أوائل التلفزيونات في العالم العربي الناطقة بالعربية، وفي نفس العام تم إنشاء تلفزيون بغداد.
وقد كانت برامجه متنوعة جدًا ودسمة، ما بين الأفلام المصرية والمسرحيات والبرامج الحوارية والتغطيات الإخبارية والتوجيهات الصحية وبرامج الأطفال، فقد كان لتلفزيون أرامكو فضلًا كبيرًا على مجتمع المنطقة الشرقية بشكل خاص وعلى المجتمع السعودي بشكل عام، لأن هناك الكثير من الأسر التي كانت تذهب إلى المنطقة الشرقية من أجل فقط الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون، من هنا كان تأثير تلفزيون أرامكو كبيرًا على مجتمع وسط المملكة، وبالتالي فإن ممانعة التلفزيون مجتمعيًا كانت موجودة عند الشريحة المحافظة جدًا، أما بالنسبة لبقية الأسر فقد كانت منفتحة على التلفزيون وبرامجه.
وهنا أودّ أن أروي طرفة عن بدايات التلفزيون؛ ففي السنة الأولى لإنشائه، كنا نغطي افتتاح طريق ديراب الرابط بين مكة المكرمة والرياض، وكانت هذه أول محاولة للنقل التلفزيوني الخارجي، فذهب الإخوة بالكاميرات لتصوير الحفل، وكان الملك فيصل حاضرًا الافتتاح وكان ذلك في زمن محمد عمر توفيق كوزير للمواصلات، وعندما عدنا وجدنا أن هناك مشكلة في الصوت ولا يمكن الاستفادة منه، مما قد يتسبب في موقف محرج للغاية للتلفزيون، فخطرت على ذهني فكرة، وهى أن أرسل الأستاذ إبراهيم النفيسة، الأخ الأكبر للدكتور مطلب النفيسة، إلى تلفزيون أرامكو ليحضر لنا شريط تسجيل الحفل الذي قامت به محطة أرامكو، وبالفعل قام مدير المحطة، المرحوم صالح المزيني، بإعطاء الشريط لنا، ليخلصنا من إحراج كبير كنا قد وقعنا فيه.

برامج حوارية
* دكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ عرفناك بعد ذلك محاورًا، تحاور الوجوه البارزة في المجتمع، وكانت لك برامج معروفة مثل “حوار مفتوح”، و”شريط الذكريات” الذي لم يُبثّ منه سوى حلقتين فقط، نريد منك أن تحدثنا عن هذه التجربة.
** البرامج الحوارية من السمات التي ارتبطت بعملي الإعلامي، وأنا قد عايشت التلفزيون السعودي في فترتين، الفترة الأولى عندما كنت مديرًا للبرامج وذلك في بداياته، والفترة الثانية عندما أصبحت مديرًا عامًا للتلفزيون بعد عودتي من البعثة، تلك المدة في مجملها حوالي 10 سنوات، وإذا خصمنا منها 4 سنوات للبعثة، يتبقى 6 سنوات فقط، خلال أول سنتين.. قدمت برنامجًا حواريًا كان عنوانه “حديث الأصدقاء”، وقد استضفت من خلاله عددًا كبيرًا من المسؤولين في تلك الفترة، وبعد عودتي من البعثة قدمت 3 برامج حوارية؛ البرنامج الأول كان عنوانه “حوار مفتوح”، وكان عبارة عن بحث في قضايا المجتمع والشأن العام والقضايا السياسية.
أما البرنامج الثاني فقد كان عنوانه “مؤتمر صحفي”، وهذا البرنامج كنت متأثرًا فيه بما رأيت وشاهدت من برامج في الولايات المتحدة، حتى أن اسمه قد نقلته من برنامج “Press Conference”، ولكن بطريقة مختلفة، وكنت أدعو خلاله شخصيتين، أحدهما : شخصية متخصصة في الموضوع، مع شخصية صحفية، وخلاله استضفنا أيضا معظم المسؤولين الكبار في ذلك الوقت، منهم على سبيل المثال؛ الملك فهد عندما كان نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية، أما البرنامج الثالث فقد كنت متأثرًا فيه بالبرامج الوثائقية التي عاصرتها في الولايات المتحدة، فقمت برصد أسماء بعض الشخصيات التي كان لها دور كبير في تاريخ المملكة وتأسيسها، فأعددت قائمة بنحو 80 شخصية، وقمت بإجراء تسجيلات لهم، وحتى الآن لا تزال عندي ولكنها لم تُعرَض، وتشكل جزءًا من مقتنياتي الوثائقية.
وقد بدأت منذ 4 سنوات في تحويل هذه المقابلات إلى مشروعات كتب، حيث بدأت بكتاب عن مقابلتي مع الشيخ محمد بن جبير، وبعد ذلك كتابي عن مقابلتي مع الشيخ حمد الجاسر، ثم مقابلتي مع الأمير مساعد بن عبدالرحمن، وهذه هى المقابلة التي عُرِضَت ثم توقف البرنامج بعدها، وعلى كل حال لم يكن سبب إيقاف البرنامج هى مقابلتي مع الأمير مساعد، وأنا الآن أعمل على الكتاب الرابع، وهو عن سيرة الأمير خالد بن أحمد السديري.
* إذن.. لماذا توقف البرنامج؟، ولماذا انتقلت بعد ذلك من الحقل الإعلامي إلى حقل آخر مختلف تماما، حيث قسم الإعلام في جامعة الملك سعود والذي استقطب العديد من الأكاديميين والخبرات الإعلامية العربية، والمصرية خصوصًا، وكنت أنت الأكاديمي السعودي الوحيد تقريبًا المتخصص في قضايا الإعلام المعاصر؟
** في الواقع، بعد أن تم عرض الحلقة الثالثة كانت هناك اجتهادات وتأويلات، وهناك من اعترض على الحلقة لأنها كانت تمسّ ربما شريحة معينة من القبائل، بدون قصد طبعا، فرأت الحكومة أنه من الأفضل أن يتوقف البرنامج، بعد ذلك انتقلت إلى الحياة الأكاديمية، وقد كنت من مؤسسي قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، عندما أنشئ في عام 1393هـ إبان عمليّ بوزارة الإعلام، وعندما شعرت خلال فترة من الفترات بأن الجو ليس ملائمًا للاستمرار في العمل بالوزارة، أبديت رغبتي في الانتقال إلى قسم الإعلام، لكونه الأقرب بالنسبة لميولي ولتخصصي ولأنني كنت بالفعل أمارس التدريس فيه، وبالفعل فقد تمت الموافقة على طلبي، لكن عملي بالتدريس في قسم الإعلام لم يدم طويلًا، لأن الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، وزير التعليم العالي، أبدى رغبته في أن أنتقل إلى وزارة التعليم العالي، ومن هنا تحولت إلى الوزارة حيث كنت وكيلًا لها.

في عالم الكتابة
* سجلك حافل بالعديد من الدراسات والأبحاث والكتابات، لكن ألا تلاحظ أن ما تكتبه اليوم في قضايا الإعلام السعودي فيه تفريع وأحيانا إعادة إنتاج لبعض القضايا؟، فأنت قد أخذت على الدكتور محمد عبدالرحمن الشامخ بانه من خلال كتابه عن النثر الأدبي قد فرّع أكثر من دراسة، واحدة عن الصحافة في الحجاز، وأخرى عن التعليم وهكذا، لكنك اليوم تفعل ذلك أيضا.. ألا ترى أنك تكرر بعض القضايا في بعض كتبك؟
** في الواقع أودّ أن أتحدث عن نقطتين هنا؛ النقطة الأولى هى أنني في عام 1412هـ جمعت ما كتبته من مقالات صحفية في مجال الإعلام في كتابي الأول تحت عنوان “نحو إعلامٍ أفضل”، حيث بدأت كتابة المقالات في عام 1400هـ، وذلك بعد أن خرجت من وزارة الإعلام حيث كانت البداية بسلسلة مقالات كنت أنشرها في مجلة اليمامة، وفي عام 1414هـ بدأت كتابي عن سيرة الشيخ محمد الحمد الشبيلي، والواقع أن الكتابين رسما لي الطريق التأليفي، فكتاب “نحو إعلام أفضل” شجعني على إصدار كتبي في مجال الإعلام، وهي ستة كتب حتى الآن، أما كتاب سيرة الشيخ محمد الشبيلي، فقد قادني للكتابة في مجال السِيَر، فكتبت أيضا ستة كتب في مجال السِيَر.
أنا لا أشعر بأنني قد تفرعت كثيرًا سوى في هذين الفرعين، وهما فرع الإعلام وفرع السِيَر والتراجم، وفي مجال الإعلام سلكت فرعين : هما فرع تقويم مسيرة الإعلام، وفرع تأريخ وتوثيق مسيرة الإعلام، أما حالة الدكتور محمد الشامخ فهى تختلف، لأنه استلَّ من أطروحته للدكتوراة كتبًا كانت تشكل فصولًا في أطروحته عن النقد وغيره، ومما لا شك فيه أن كتاباته قد فتحت آفاقاً أمام الباحثين من بعده، كما أنها تميزت بالأصالة والدقة، وتوثيق وتحقيق فترة زمنية مهمة اختلف فيها الرواة، وهى بداية الصحافة والطباعة والنشر.
تأريخ وتوثيق
* ذكرت أن إبراهيم الدامغ هو من أوائل الذين أجروا مقابلات مع الملك عبدالعزيز، ونشر هذه المقابلة في جريدة الدستور البصرية، وأيضا هنالك رواداً سعوديين هاجروا من المملكة إلى العراق وإلى تركيا على نحوٍ خاص، فأصدروا صحفًا هناك، أودّ أن توضح لنا الصورة.. من هم أوائل السعوديين الذين عملوا في صناعة الصحافة وأيضا الإعلام الحديث بمفاهيمه وقتذاك ؟
** بعد أن أنهيت دراسة الدكتوراه وعدت إلى المملكة، وقبيل الاحتفال بالذكرى المئوية للتأسيس.. كنت أعمل على جمع وتوثيق الحركة الإعلامية في عهد الملك عبدالعزيز، والواقع أنه لولا مناسبة الاحتفال تلك لما كنت قد اكتشفت الكثير من الأشياء التي تمت في عهد الملك عبدالعزيز، فهناك عمل إعلامي ضخم ـ وبخاصة العمل الإعلامي الخارجي ـ قد تم إنجازه في عهد الملك عبدالعزيز، وقد تحدثنا منذ قليل عن الوفود التي تم إرسالها إلى الخارج، إلى الهند والملايو ومصر وغيرها، واكتشفت أن هناك عدداً كبيراً من الموفدين، من أمثال إبراهيم المعمّر، وكذلك أمين الريحاني الذي كان يُلقي محاضرات في أمريكا الشمالية لصالح الدولة السعودية ولصالح الملك عبدالعزيز.
* يبدو أن أمين الريحاني هو أول من أجرى حوارًا صحفيًا مع الملك عبدالعزيز وذلك بعد مرافقته من العقير غلى الرياض، ففي كتابه “ملوك العرب” وتحديدًا الفصل الخاص عن الملك عبدالعزيز، هو عبارة عن حوار دار بين الريحاني والملك عبدالعزيز، حيث كان يأتيه كل مساء في بيته كي يؤسس لكتابة التاريخ.
** صحيح، ولكنّه لم تكن له صفة الصحفي، فعلى سبيل المثال.. لأول مرة أحصل على تعبير “الرأي العام” مطروقًا، كان ذلك في كتب الريحاني وفي المراسلات المتبادلة بينه وبين الملك عبدالعزيز، لكن ـ وكما هو معروف ـ لم يقدر الله للريحاني أن يعمّر لمزيد من السنوات كي يواصل كتابة تاريخ المملكة لأنه توفاه الله صغيرًا بعد دخول الملك عبدالعزيز إلى الحجاز بسنوات قليلة. ولا يمكن أن ننسى أيضا دور جون فيلبي، الذي كان له دورٌ صحفي ٌمميزٌ وقد حاولت إبرازه في كتبي، ولا ننسى كذلك المستشرق النمساوي المعروف محمد أسد، صاحب “الطريق إلى الإسلام”، والذي أتى إلى المملكة بصفته صحفيًا نمساويًا.
وهناك أيضا عدد من السعوديين الذين كان لهم دور كبير في صحافة بلادهم في الداخل والخارج؛ منهم من ذهبوا إلى الهند، مثل: خالد الفرج، وهناك من ذهبوا إلى العراق، ومنهم: سلمان الصفواني وعبدالله الجشي ومحمد حسن النمر، وكذلك عبداللطيف الثنيان والذي كان يمتلك جريدة معروفة في بغداد وهى جريدة الرقيب، وهذه الجريدة ليس لها علاقة بجريدة الرقيب العثمانية التي كانت تصدر في المدينة المنورة، ولا ننسى كذلك أبناء أسرة الزهير الذين برزوا على صعيد السياسة والصحافة في تركيا والعراق، وهم: أحمد وعبدالله وسليمان وعثمان الزهير، فعبدالله هو من كان يحرر جريدة الدستور في البصرة باللغتين العربية والتركية، وكذلك سليمان الدخيل.. الذي أسس جريدة الرياض وجريدة الحياة وأنشأ مطبعة الرياض في بغداد.
فبالرغم من أن التعليم لم يكن متاحًا بشكل واسع في تلك الفترة كما هو الآن، إلا أن عددًا كبيرًا من أبناء المنطقة الشرقية والأحساء والقطيف ونجد والحجاز مارسوا الصحافة بكل مهنية واحترافية بقدر المستطاع خلال تلك الفترة الماضية.

———
رابط الحلقة

برنامج هكذا تكلموا .. حلقة د. عبدالرحمن الشبيلي