السفير عبدالرحمن إبراهيم القاضي إلى رحمة الله

ما أقسى أن يرقب المرء لقاء عزيز عليه في مرضه، ثم تعاكسه الظروف حتى اليوم الأخير من حياته، فتبقى حسرة في خاطره، وغصّة يتجرّعها بصبر، ويبتلعها بعميق حزن، يستشعر حكمة الله وإرادته في عدم تحقيق أمنيته، والسفير عبدالرحمن القاضي كان في وضع حقيق بزيارة محبّيه، أمضى الأشهر الثلاثة الأخيرة بين المشفى والمنزل، محتفظاً بذاكرة وفيّة لمحبّيه، وروح محتسبة عالية، ومشاعر كريمة لمن حوله، والطرفة المرحة لا تفارقه مُهجته في بهجة متحرّكة في كل الظروف والمناسبات ومع كل من يعرفهم من الرسميين أو الأصدقاء، اختار الإقامة في العقدين الأخيرين من حياته في القاهرة التي أمضى سنوات الدراسة الجامعية وبعضاً من سنوات العمل الدبلوماسي المبكر فيها.
والراحل الكريم عن نحو 90 عاماً، هو ابن المؤرخ والشاعر إبراهيم المحمد القاضي (المتوفى بعد عام 1341 هـ) الذي ترجم له العلّامة حمد الجاسر ضمن «مؤرخي نجد من أهلها» وقد أُضيع معظم شعره، لكن ابنه يحفظ له قصيدة مشهورة قالها الوالد بحضور الملك عبدالعزيز وهو يحل ضيفاً في منزل الأسرة بحارة»الجادّة» بعنيزة، يقول في مطلعها:
جاك وادي حنيفة يصطفق كله
والبحر جهز اللي به وجا ماشي
وهناك قصيدة أخرى رواها الشيخ حمد الجاسر في ترجمته لوالده موجهة للملك عبدالعزيز بشأن حايل ومطلعها: