كتب بلا كشافات ناقصة الفائدة

مجلة المعرفة – العدد 52

لا أدري إذا كانت كشافات الكتب (الفهارس العامة index) هي ” موضة” غريبة وعالمية، كم أن لها جذورا عربية، فهو على أية حال بحث ربما كتب فيه من قبل، أو لعله يستهوي باحثا يتقصى وصولها وتطورها، ومتى بدأ الاهتمام بها غربيا وعربيا، والأرجح أن الكتب العربية القديمة كم تكن تعتني بموضوع الفهارس العامة في ملاحقها.

ما دعا إلى تحرير هذا المقال في هذه المطبوعة المتخصصة هو أن من يجرب استخدام فهارس الكتب -سواء كانت عامة أو مفصلة (الإعلام والمواقع والموضوعات ونحوها) – يجد أن فائدتها تضاعف الإفادة من الكتاب وتسهل استخدامه والرجوع إلى محتوياته.

صحيح أن إعداد الفهارس عملية مضنية ومكلفة، ويستغرق وقتا وجهدا، ويحتاج إلى مهارة ودقة، وعرضه للأخطاء الفنية والمطبعية أكثر من غيرها من مواد الكتب، لكنها -في تقديري- التحدي الأكبر في صناعة وتوثيق مادته وجودته، وضمان الإفادة القصوى منه.

وتتضح مهارة معد الفهارس فيه قدرته على اكتشاف الأسماء المتداخلة والمتشابهة، وفي إزالة المكور منها، كما يمكن تقليص التكثيف باستبعاد بعض الأسماء التي يتردد ذكرها في الكتاب كانت يستبعد اسم شخصية الكتاب إذا كان الكتاب كله يتحدث عن سيرته مثلا.

كما ظهرت في السنين الماضية برامج حاسوبية ترتب الأسماء ترتيبا أبجديا أو هجائيا يساعد في اكتشاف مواطن التكرار وفي تحديد مواقع الأسماء (المكشفة) في مختلف الصفحات.. وهكذا.

ليست كل في الكتب تحتاج إلى كشافات، وبخاصة إذا كانت قليلة التفصيلات كالروايات، لكن الحاجة إليها تظهر بشكل خاص فيه الكتب كثيرة المعلومات، حيث لا يتمكن أو لا يتوقع القارئ العثور عليها بسهولة، وهنا يصبح وضع الكشافات في عرف التأليف الحديث أكثر من ضرورة.

أتمنى لو اتجه المؤلفون إلى تعويد أنفسهم على وضع الفهارس، وإن تؤكد دور النشر والإيداع -وفي مقدمتها مكتبة الملك فهد الوطنية- على أهمية إلحاق الكشافات بالكتب المهمة، وإن تضع من عوامل الحفز ما يشجع على ذلك.

وفي تصوري أن الأخذ بهذه الفكرة قد يفتح المجال لمؤسسات صغيرة متخصصة لتنفيذها.