مؤتمر المحمرة بإيران

أوفد الملك عبدالعزيز عام 1922م، الأمير أحمد الثنيان للمشاركة في مؤتمر المحمرة بإيران الذي عُقد بين سلطنة نجد والعراق إبان الاحتلال البريطاني للعراق للتفاوض حول قضايا الحدود والعشائر المقيمة في تلك المناطق، ولكن الملك عبدالعزيز رفض بعض بنود الاتفاقية ما أدى إلى انعقاد لقاء آخر -سعودي عراقي بريطاني- في ديسمبر، في مفاوضات مباشرة بين الملك عبدالعزيز و”بيرسي كوكس” وبحضور بعض الشخصيات العراقية، أسفرت عن اتفاقية العقير (ديسمبر 1922م).

  • عمّ «عفّت» زوجة الملك فيصل.. وقصة شقيقه عبدالله

    لكي تعرف الأمير أحمد بن عبدالله الثنيان لا بد أن تعود إلى أسرة آل ثنيان التي هي فرع من آل سعود، تلتقي معهم في جدهم الأول: سعود بن محمد بن مقرن أبو الأسرة المالكة، ووالد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية عام 1744م، كما لا بد أن تقف عند جده الأمير عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد الحاكم التاسع في تسلسل حكام آل سعود، الذي حكم الرياض قرابة عامين قبل عودة الإمام فيصل بن تركي الثانية إلى نجد، حيث سعى الإمام فيصل بن تركي بعد عودته إلى الرياض إلى استعادة كامل إمارته في نجد وخارجها، وكان الأمير عبدالله بن ثنيان قد توفي بعد عودة الإمام فيصل بن تركي، وقد ولد للأمير عبدالله بن ثنيان بعد وفاته ابن حمل ذات الاسم “عبدالله” ليصبح اسمه عبدالله بن عبدالله بن ثنيان، وهو الذي سافر إلى الهند في أعمال تجارية وهناك -كما يقول المؤرخ “أليكسي فاسيليف”- أدرج المسؤول البريطاني اسمه في قائمة القادمين إلى شبه القارة الهندية التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، وقد اتصل هذا المسؤول الانجليزي بممثل الإمبراطورية العثمانية في الهند، وابلغه أن الأمير عبدالله بن ثنيان وصل إلى الهند قادماً من الرياض، وقد خلط هذا المسؤول البريطاني بين الابن وأبيه لتشابه الاسم، ما حدا بالأتراك إلى طلبة في اسطنبول، التي ما أن وصلها إليها إلاّ ويتضح أنه عبدالله الابن وليس الأب الذي كان يحكم نجد قبل سنوات قليلة، ما دعا العثمانيين أن يقرّوا له الإقامة في اسطنبول، وهناك تزوج من امرأة “جورجية” ولدت له خمسة أبناء وبنتاً واحدة اسمها جوهران، ومن أبنائه الخمسة كان الأمير أحمد، الذي سمع بانتصارات ابن عمه “الملك عبدالعزيز” فجاء وكله حماس وعزيمة على مناصرته، وفعلاً استطاع الأمير الشاب أحمد أن يصل إلى الكويت ومن ثم البحرين إلى أن وصل إلى بلاط الملك المؤسس في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان لأحمد شقيق اسمه محمد تزوج من امرأة شركسية اسمها “آسيا” وكان طبيباً وقيل دبلوماساً في اسطنبول، وقد توفي في حرب مصطفى كمال ضد اليونان، وترك ابنته البكر “عفّت” التي تزوجها فيما بعد الملك فيصل “رحمه الله” وأنجبت له أبناءه (محمد، سعود، عبدالرحمن، بندر، تركي)، وبناته (سارة، لطيفة، لولوة، هيفاء)، كما ترك محمد ابناً آخر اسمه “زكي”، أما الابن “أدهم” فكان ابن زوجته التي تزوجت فيما بعد من إبراهيم أدهم، وكانت الأميرة “عفت” امرأة عصامية متعلمة تحملت مع والدتها مسؤوليات أسرتها منذ صغرها وقد أشرفت على تربية أخوتها لا سيما الشقيق “زكي”، وغير الشقيق “أدهم”، ولها رحمها الله أياد بيضاء في تعليمهم وتنشئتهم.