الأمير أحمد الثنيان أتقن اللغات الإنكليزية والفرنسية والتركية إلى جانب العربية
باسم اللوغاني – الجريدة الكويتية ، 10 يونيو 2014م
https://www.aljarida.com/articles/1654790326294433200/
نشرت جريدة الرياض بتاريخ 15 أغسطس 2014 مقالا بقلم أ. منصور العساف، تحدث فيه بإسهاب عن الأمير أحمد الثنيان آل سعود، الذي ورد اسمه في وثيقة الأسبوع الماضي، عندما توقف بالكويت عام 1922. ذكر العساف في مقاله، نقلاً عن د. عبدالرحمن الشبيلي، أن فرع آل ثنيان يلتقي مع آل سعود في جدهم الأول مؤسس الأسرة السعودية الحاكمة سعود بن محمد بن مقرن، موضحاً أن عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان (والد أحمد الثنيان) يعتبر الحاكم التاسع في تسلسل حكام السعودية، إذ حكم نجد في عامي 1841 و1842 خلال فترة الدولة السعودية الثانية.
ويقول الشبيلي، كما أورد العساف في مقاله، إن الأمير أحمد الثنيان هو عم الأميرة عفت بنت محمد بن عبدالله الثنيان زوجة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، وإن أسرة الأمير أحمد الثنيان هاجرت إلى تركيا في حدود عام 1843، حيث ولد فيها أحمد وتعلم بمدارسها، واتقن اللغات التركية والفرنسية والإنكليزية، إلى جانب العربية.
ومما قاله العساف يصف فيه سيرة الأمير أحمد الثنيان ما يلي: «وتكمن أهمية أحمد الثنيان في كونه من أوائل أعضاء الأسرة الحاكمة الذين حصلوا على التعليم الحديث، وعلى إجادة لغات أجنبية سهلت له المهمات السياسية التي كلف بها». وكان أحمد الثنيان، الذي توفي في الرياض عام 1923، عضواً في المجلس الاستشاري الذي شكله الملك عبدالعزيز، وضم نخبة من الأمراء والشخصيات البارزة الذين كانوا يقدمون المشورة للملك قبل اتخاذه القرارات المهمة في السعودية.
بعد هذا العرض الموجز لسيرة الأمير أحمد الثنيان، نعود إلى استعراض رسالة الشيخ أحمد الجابر الصباح الجوابية على رسالة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، بخصوص زيارة الأمير أحمد الثنيان للكويت التي عرضنا ظروفها في مقالنا السابق، فقد ذكرنا أن الثنيان أصر على دخول مرافقيه معه دون الالتزام بنظام «الكرنتينة»، وأن طبيب المعتمدية البريطانية سمح لهم بذلك تجنباً لوقوع سوء فهم أو مشكلة بين أمير الكويت الشيخ أحمد وضيفه الأمير الثنيان.
وقد أعرب الشيخ أحمد عن موافقته على قرار الطبيب وقرار الوكيل السياسي البريطاني، ولم يعترض على ذلك، وإليكم نص الرسالة: «من أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت إلى حضرة حميد الشيم ذو الجاه العالي الافخم المحب العزيز الميجر جي سي مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت دام محروسا..
بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور بعده،، يد الوداد اخذة (اخذت) كتابكم المؤرخ 28 رمضان سنة 1340 نمرة 403 وفهمة (فهمت) ما ابديتموه عن افادة الحكيم لسعادتكم منطرف (من طرف) وصول الشيخ احمد بن ثنيان بالمركب ومراجعته معه عن الكرنتينة وعدم اعتناه لذلك حيث انه اصر على نزول العبري الذي على السطحة من دون ان يكمل مدة الكرنتينة. وان الحكيم افتكر بان الاوفق يسمح له بنزول ثلاثة الرجال الذين معه. وحضرتكم ترون على مقتضى الأحوال ان الحكيم أصاب. نحن نقول ان امر الكرنتينة نافذ على الخاص والعام من دون مراعاة لكل من كان حيث ان ذلك امر ضروري ولكن ملاحظة الحكيم هذي كما ذكرتم من الطيبة وغير ممكن يصادف مثلها واني اراء (أرى) ذلك من حسن الطافكم واشكركم سلفا هذا ما لزم ودمتم محروسين 29 رمضان سنة 1340».
الأمير أحمد الثنيان.. دبلوماسي بمرتبة «رجل دولة»
منصور العساف جريدة الرياض ، 25 أغسطس 2014م
https://www.alriyadh.com/960906
برز الكثير من الشخصيات التي ساهمت في تشكيل ملامح الدولة السعودية الثالثة، ورسم استراتيجيها السياسية والاجتماعية خلال القرن الماضي، حيث اختار الملك عبدالعزيز في بداية نشأة الدولة الكفاءات البشرية في مختلف المجالات السياسية والأدبية والفكرية، وكان هذا التشكيل هو النواة الأولى لتنظيم ورسم معالم الدولة السعودية الحديثة وارتباطاتها الداخلية والخارجية.
وقدّم أولئك الرجال إنجازات كبيرة وتركوا بصمة محفورة في تاريخ المملكة بمختلف المجالات، وكان اختيار الملك عبدالعزيز لتلك النخب من أبناء الأسرة أو من الرجالات المحيطين به ممن يثق في قدراتهم لتنفيذ المهام الموكلة وتقديم المبادرات البناءة سواء السياسية أو الاجتماعية لجلالة الملك واعتماد ما يراه مناسبا منها.
وفي المجال السياسي فقد استقطب كفاءات ساهمت في دفع عجلة الدبلوماسية السعودية وارتباط المملكة بالعالم الخارجي من ذوي الخبرات السياسية والمعرفة، وانخرطت هذه النخب للعمل مع الملك عبدالعزيز، وتقلدوا مناصب في الداخل والخارج، ومنهم منسوبو ديوان وزارة الخارجية والسفراء والقناصل والمندوبون والوكلاء والمبعوثون والوزراء المفوضون ومنسوبو مجلس المستشارين والشعب السياسية بالديوان الملكي.. وأحد أولئك المخضرمين الأمير أحمد بن عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان آل سعود، الذي تنبأ له الملك عبدالعزيز بدور فاعل في تحديد ملامح الاستراتيجية السياسية الخارجية، ووجد كفاءة تساعده في إدارة الأعمال الخارجية وكلفه بمهام عدة ونجح في كل ذلك.
ولد الأمير أحمد بن عبدالله الثنيان في “اسطنبول” وتعلم في مدارسها وعاد إلى نجد أثناء الحرب العالمية الأولى، ووجد فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كفاءة تساعده في إدارة الأعمال الخارجية، وكلّفه بسفرات عديدة، ومنها سفرته للاشتراك في المفاوضات التي دارت مع الإنجليز في أواخر عام 1333ه، 1915م، ونتج عنها معاهدة دارين أو القطيف، وسافر مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز عام 1338ه، 1919م في رحلته الأولى إلى أوروبا، كما سافر إلى الكويت وبغداد واشترك في مفاوضات مؤتمر “المحمرة “عام 1341ه، 1922م بين نجد والعراق، ومن بعدها اعتزل العمل السياسي وأقام بالأحساء، وما لبث أن توفي بالرياض عام 1341ه، 1923م، وبحسب معلومات المؤرخ “عبدالرحمن الرويشد” فإن للأمير أحمد الثنيان من الذكور: عبدالله وعبدالرحمن وعبدالعزيز، ومن الإناث: الجوهرة ومنيرة.
وكان الأمير أحمد الثنيان قد أصيب بإحدى معارك الملك عبدالعزيز، وقد أثّر ذلك على مشيته، حيث كان يعرج بشموخ من جراء هذا الجرح الذي كان يفاخر به في سبيل توحيد وطنه، لا سيما وأنه كان يتزيا بهندامه العربي في العواصم الأوروبية، وكان حينها شاباً في الثلاثينيات من عمره أبيض ذا شعر طويل ومجدل وحتى وهو في بلاد الترك كان كما يبدو لناظريه رجلاً يسري في عروقه دم عربي أصيل، ويبدو لك من خلال زيه وهندامه أنه من أسرة حاكمة من أبناء جزيرة العرب.
أسرة آل ثنيان
ونقلاً عن “د. عبدالرحمن الشبيلي” -كاتب وباحث سعودي- أن أسرة آل ثنيان، هي فرع من آل سعود، تلتقي معهم في جدهم الأول سعود بن محمد بن مقرن أبو الأسرة المالكة، ووالد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة عام 1744م، وجد كل الأئمة والأمراء والملوك الثمانية عشر، الذين توالى حكمهم منذ بداية الدولة.
وكان ممن اشتهر من هذا الفرع الأمير عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد الحاكم التاسع في تسلسل حكام آل سعود، إذ حكم نجداً مدة عامين (1842/1841م)، وذلك إبّان الدولة السعودية الثانية، ثم اشتهر منه حفيده: محمد بن عبداللّه بن الأمير عبدالله بن ثنيان، والد الأميرة عفت (حرم الملك فيصل رحمه الله)، كما عرف منه حفيده الثاني: أحمد الثنيان الذي يظن كثير من المؤرخين أنه والد الأميرة عفت والحال أنه عمها المباشر، كما اشتهر منه حديثاً حفيدان: عبدالعزيز بن سليمان الثنيان وكيل وزارة الخارجية الأسبق الذي أصبح سفيراً في إسبانيا (توفي عام 2000م)، وسعود بن عبدالله الثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع حالياً.
يعرج بشموخ بعد إصابته في معارك التوحيد ويفاخر بها أمام العالم..
ويؤكد “الشبيلي” عدم توفر المعلومات الوافية عن سنة ميلاد الأمير أحمد وسيرته، إلاّ أن أسرته كانت قد هاجرت إلى تركيا في حدود عام 1843م، فولد ونشأ في اسطنبول، وتعلّم هناك، وأتقن التركية والفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، ثم عاد إلى نجد بعد عشرة أعوام من استقرار الحكم للإمام (الملك) عبدالعزيز، الذي كان قد استعاد الرياض عام 1902م. وتكمن أهمية أحمد الثنيان في كونه من أوائل أعضاء الأسرة الحاكمة الذين حصلوا على التعليم الحديث، وعلى إجادة لغات أجنبية سهلت له المهمات السياسية التي كُلف بها.
كتب المؤرخين
ويشير الباحث “عبدالرحمن الشبيلي” إلى عدد من المؤرخين تناولوا سيرة الأمير أحمد الثنيان وكتبوا عنه وذكر منهم: “خير الدين الزركلي” و”أمين الريحاني” و”جيرالد دوغوري” و”د. عبد الله العثيمين” و”عبدالرحمن الرويشد”، كما أورد الباحث العراقي المعروف “نجدة فتحي صفوة” نبذة مختصرة عن سيرته في المجلد الرابع من سلسلة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، (دار الساقي 1999م لندن)، مع الإشارات الكثيرة التي وردت بشأنه في تلك الوثائق.
كما يذكر الباحث “الشبيلي” أنه لُقب بعد عام 1925م بأحمد الثنيان آل سعود، وكانت بداية لدخول عدد كبير من المستشارين السعوديين والعرب والأجانب في الديوان الملكي السعودي؛ للإسهام في تسيير مختلف الأعمال الإعلامية والسياسية والإدارية عند تأسيس المملكة العربية السعودية.
وكان الأمير أحمد الثنيان قد أصيب بإحدى معارك الملك عبدالعزيز، وقد أثّر ذلك على مشيته، حيث كان يعرج بشموخ من جراء هذا الجرح الذي كان يفاخر به في سبيل توحيد وطنه، لا سيما وأنه كان يتزيا بهندامه العربي في العواصم الأوروبية، وكان حينها شاباً في الثلاثينيات من عمره أبيض ذا شعر طويل ومجدل وحتى وهو في بلاد الترك كان كما يبدو لناظريه رجلاً يسري في عروقه دم عربي أصيل، ويبدو لك من خلال زيه وهندامه أنه من أسرة حاكمة من أبناء جزيرة العرب.
أسرة آل ثنيان
ونقلاً عن “د. عبدالرحمن الشبيلي” -كاتب وباحث سعودي- أن أسرة آل ثنيان، هي فرع من آل سعود، تلتقي معهم في جدهم الأول سعود بن محمد بن مقرن أبو الأسرة المالكة، ووالد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة عام 1744م، وجد كل الأئمة والأمراء والملوك الثمانية عشر، الذين توالى حكمهم منذ بداية الدولة.
وكان ممن اشتهر من هذا الفرع الأمير عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد الحاكم التاسع في تسلسل حكام آل سعود، إذ حكم نجداً مدة عامين (1842/1841م)، وذلك إبّان الدولة السعودية الثانية، ثم اشتهر منه حفيده: محمد بن عبداللّه بن الأمير عبدالله بن ثنيان، والد الأميرة عفت (حرم الملك فيصل رحمه الله)، كما عرف منه حفيده الثاني: أحمد الثنيان الذي يظن كثير من المؤرخين أنه والد الأميرة عفت والحال أنه عمها المباشر، كما اشتهر منه حديثاً حفيدان: عبدالعزيز بن سليمان الثنيان وكيل وزارة الخارجية الأسبق الذي أصبح سفيراً في إسبانيا (توفي عام 2000م)، وسعود بن عبدالله الثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع حالياً.
يعرج بشموخ بعد إصابته في معارك التوحيد ويفاخر بها أمام العالم..
ويؤكد “الشبيلي” عدم توفر المعلومات الوافية عن سنة ميلاد الأمير أحمد وسيرته، إلاّ أن أسرته كانت قد هاجرت إلى تركيا في حدود عام 1843م، فولد ونشأ في اسطنبول، وتعلّم هناك، وأتقن التركية والفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، ثم عاد إلى نجد بعد عشرة أعوام من استقرار الحكم للإمام (الملك) عبدالعزيز، الذي كان قد استعاد الرياض عام 1902م. وتكمن أهمية أحمد الثنيان في كونه من أوائل أعضاء الأسرة الحاكمة الذين حصلوا على التعليم الحديث، وعلى إجادة لغات أجنبية سهلت له المهمات السياسية التي كُلف بها.
كتب المؤرخين
ويشير الباحث “عبدالرحمن الشبيلي” إلى عدد من المؤرخين تناولوا سيرة الأمير أحمد الثنيان وكتبوا عنه وذكر منهم: “خير الدين الزركلي” و”أمين الريحاني” و”جيرالد دوغوري” و”د. عبد الله العثيمين” و”عبدالرحمن الرويشد”، كما أورد الباحث العراقي المعروف “نجدة فتحي صفوة” نبذة مختصرة عن سيرته في المجلد الرابع من سلسلة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، (دار الساقي 1999م لندن)، مع الإشارات الكثيرة التي وردت بشأنه في تلك الوثائق.
كما يذكر الباحث “الشبيلي” أنه لُقب بعد عام 1925م بأحمد الثنيان آل سعود، وكانت بداية لدخول عدد كبير من المستشارين السعوديين والعرب والأجانب في الديوان الملكي السعودي؛ للإسهام في تسيير مختلف الأعمال الإعلامية والسياسية والإدارية عند تأسيس المملكة العربية السعودية.
وجاء تأسيس الشعبة السياسية في الديوان الملكي في أواخر العشرينيات؛ نظراً للحاجة إلى إدارة تساعد في التعامل مع كثرة الوثائق والاتفاقيات، وتتولى هذه الشعبة أعمال (وزارة خارجية)، ولكن بشكل مصغّرة وبمرافقة الملك ومشورته أولاً بأول، ثم بعد ذلك أنشئت وحدة لرصد ما ينشر في الصحف من أخبار ومتابعة التقارير الإعلامية.
مرافقة الأمير فيصل
كان للملك عبدالعزيز -رحمه الله- رؤية ثاقبة في ابنه الأمير فيصل وقد اختاره وهو لم يزل صغيراً لمهام سياسية كبرى؛ كإجراء المفاوضات مع الأوروبيين بعد الانتصار في الحرب العالمية الأولى لبحث بعض الأمور السياسية، وهدف الملك عبدالعزيز من ذلك تدريب وتأهيل ابنه الأمير فيصل في الجانب السياسي ومعرفة دهاليز السياسة والخوض في معتركها. وقد كلف الملك عبدالعزيز الأمير أحمد الثنيان وعبدالله القصيبي بمرافقته، وكان القصيبي من إقليم الأحساء من عائلة عرفت بالتجار وهو جد الوزير غازي القصيبي وقد أوعز له الملك مهمة أخرى تمثلت في بعض المشتريات لبلاط الدولة، فما أن عاد الوفد إلاّ وقد وصلت أول سيارة للرياض من نوع فورد.
رافق الأمير فيصل في أول رحلة سياسية إلى أوروبا ونجح في مهمته
رافق الأمير أحمد الثنيان الوفد مع الأمير فيصل في أول رحلة سياسية تاريخية قام بها إلى أوروبا، حيث وجهت الحكومة البريطانية للملك عبدالعزيز دعوة لزيارة لندن في شهر يوليو عام 1919م، ونزلوا في ضيافة ملك بريطانيا (جورج الخامس)، كما أوعز الملك عبدالعزيز للأمير أحمد الثنيان مهمة شرح موقف الملك من نزاع الخرمة أمام وزارة الخارجية البريطانية، كما سبق وأن كلفه بمهمات سياسية في الكويت والعراق، ومهمة الإشراف على انسحاب الأتراك من مقاطعة الأحساء.
ذهب الوفد إلى المملكة المتحدة عبر سفينة بخارية من البحرين إلى “موبي” في رحلة استغرقت عشرة أيام، مكثوا خلالها عشرة أيام أخرى في بلاد الهند زاروا فيها معالم البلاد وأقاموا في مدينة “بونا” بفندق تاج محل، وسافروا بالقطار إلى أن استقلوا باخرة أخرى أقلتهم عبر قناة السويس إلى إنجلتر، ونزلوا بصحبة مرافقهم “همفري باومان” بعدة أماكن وكتبت الصحف البريطانية مثل “ديلي غرافك” و”التايمز” عن مكانة الوفود الزائرة، لا سيما الوفد السعودي الذي حضي بعدها بحفاوة وضيافة الملك الإنجليزي “جورج الخامس” الذي سعى لدعوة ضيوفه السعوديين لزيارته في قصر “باكنغهام” ظهيرة يوم الخميس 30 أكتوبر الذي قدّم فيه الملك فيصل للملك الإنجليزي “جورج الخامس” هدية هي عبارة عن سيف مرصع باللؤلؤ، وغمد ومقبض من الذهب الخالص جرياً على العادات والتقاليد العربية النبيلة، وقد حضر الوفد خلال هذه الزيارة المؤتمرات المعدة له سلفاً وفق ما أمر به الملك عبدالعزيز، وكان الأمير أحمد الثنيان مرافقاً للأمير فيصل في جميع مهامه ومتابعاً لكل ما يدور في الجلسات وفق ما أوصاه به الملك عبدالعزيز، حتى أنه لم يفارق الملك فيصل في الزيارات غير الرسمية والسياحية، حيث زار الوفد خلال الرحلة عدداً من المرافق والمعالم في لندن وحتى العاصمة الفرنسية باريس.
وجاء تأسيس الشعبة السياسية في الديوان الملكي في أواخر العشرينيات؛ نظراً للحاجة إلى إدارة تساعد في التعامل مع كثرة الوثائق والاتفاقيات، وتتولى هذه الشعبة أعمال (وزارة خارجية)، ولكن بشكل مصغّرة وبمرافقة الملك ومشورته أولاً بأول، ثم بعد ذلك أنشئت وحدة لرصد ما ينشر في الصحف من أخبار ومتابعة التقارير الإعلامية.
مرافقة الأمير فيصل
كان للملك عبدالعزيز -رحمه الله- رؤية ثاقبة في ابنه الأمير فيصل وقد اختاره وهو لم يزل صغيراً لمهام سياسية كبرى؛ كإجراء المفاوضات مع الأوروبيين بعد الانتصار في الحرب العالمية الأولى لبحث بعض الأمور السياسية، وهدف الملك عبدالعزيز من ذلك تدريب وتأهيل ابنه الأمير فيصل في الجانب السياسي ومعرفة دهاليز السياسة والخوض في معتركها. وقد كلف الملك عبدالعزيز الأمير أحمد الثنيان وعبدالله القصيبي بمرافقته، وكان القصيبي من إقليم الأحساء من عائلة عرفت بالتجار وهو جد الوزير غازي القصيبي وقد أوعز له الملك مهمة أخرى تمثلت في بعض المشتريات لبلاط الدولة، فما أن عاد الوفد إلاّ وقد وصلت أول سيارة للرياض من نوع فورد.
رافق الأمير فيصل في أول رحلة سياسية إلى أوروبا ونجح في مهمته
رافق الأمير أحمد الثنيان الوفد مع الأمير فيصل في أول رحلة سياسية تاريخية قام بها إلى أوروبا، حيث وجهت الحكومة البريطانية للملك عبدالعزيز دعوة لزيارة لندن في شهر يوليو عام 1919م، ونزلوا في ضيافة ملك بريطانيا (جورج الخامس)، كما أوعز الملك عبدالعزيز للأمير أحمد الثنيان مهمة شرح موقف الملك من نزاع الخرمة أمام وزارة الخارجية البريطانية، كما سبق وأن كلفه بمهمات سياسية في الكويت والعراق، ومهمة الإشراف على انسحاب الأتراك من مقاطعة الأحساء.
ذهب الوفد إلى المملكة المتحدة عبر سفينة بخارية من البحرين إلى “موبي” في رحلة استغرقت عشرة أيام، مكثوا خلالها عشرة أيام أخرى في بلاد الهند زاروا فيها معالم البلاد وأقاموا في مدينة “بونا” بفندق تاج محل، وسافروا بالقطار إلى أن استقلوا باخرة أخرى أقلتهم عبر قناة السويس إلى إنجلتر، ونزلوا بصحبة مرافقهم “همفري باومان” بعدة أماكن وكتبت الصحف البريطانية مثل “ديلي غرافك” و”التايمز” عن مكانة الوفود الزائرة، لا سيما الوفد السعودي الذي حضي بعدها بحفاوة وضيافة الملك الإنجليزي “جورج الخامس” الذي سعى لدعوة ضيوفه السعوديين لزيارته في قصر “باكنغهام” ظهيرة يوم الخميس 30 أكتوبر الذي قدّم فيه الملك فيصل للملك الإنجليزي “جورج الخامس” هدية هي عبارة عن سيف مرصع باللؤلؤ، وغمد ومقبض من الذهب الخالص جرياً على العادات والتقاليد العربية النبيلة، وقد حضر الوفد خلال هذه الزيارة المؤتمرات المعدة له سلفاً وفق ما أمر به الملك عبدالعزيز، وكان الأمير أحمد الثنيان مرافقاً للأمير فيصل في جميع مهامه ومتابعاً لكل ما يدور في الجلسات وفق ما أوصاه به الملك عبدالعزيز، حتى أنه لم يفارق الملك فيصل في الزيارات غير الرسمية والسياحية، حيث زار الوفد خلال الرحلة عدداً من المرافق والمعالم في لندن وحتى العاصمة الفرنسية باريس.
كان الملك عبدالعزيز قد أوفد الأمير أحمد الثنيان للاشتراك في المفاوضات التي دارت مع الإنجليز في أواخر عام 1333ه، 1915م، ونتج عنها معاهدة دارين أو القطيف بين الملك عبدالعزيز و”السير بيرسي كوكس” المقيم السامي في العراق، مصطحباً معه “فيلبي” -في زيارته الأولى للجزيرة العربية-، ونصت المعاهدة على اعتراف الحكومة البريطانية بأن مناطق نجد والأحساء والقطيف والجبيل تابعة للسعودية، وحدثت هذه المعاهدة عند بلدة دارين في جزيرة تاروت المقابلة لميناء القطيف على ساحل الخليج العربي، ولذلك سميت بمعاهدة دارين أو معاهدة القطيف، وقد أُلغيت معاهدة دارين بتوقيع معاهدة جدة عام 1927م، التي اعترفت بموجبها بريطانيا باستقلال مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها كاملاً.
مستشار الملك عبدالعزيز
ضم مجلس المستشارين الذي شكّله الملك عبدالعزيز نخبة أبناء الوطن المتعلمين وذوي الدراية إلى جانب بعض النُخب من جنسيات عربية مختلفة، ومنهم -على سبيل المثال لا الحصر- الأمير أحمد الثنيان، الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، خالد السديري، إبراهيم المعمر، فؤاد حمزة، حافظ وهبة، عبد الله الدملوجي، حمزة غوث،وغيرهم، وكان الملك يناقشهم ويشاورهم في الأمر ثم يقرر.
معاهدة دارين أو القطيف
كان الملك عبدالعزيز قد أوفد الأمير أحمد الثنيان للاشتراك في المفاوضات التي دارت مع الإنجليز في أواخر عام 1333ه، 1915م، ونتج عنها معاهدة دارين أو القطيف بين الملك عبدالعزيز و”السير بيرسي كوكس” المقيم السامي في العراق، مصطحباً معه “فيلبي” -في زيارته الأولى للجزيرة العربية-، ونصت المعاهدة على اعتراف الحكومة البريطانية بأن مناطق نجد والأحساء والقطيف والجبيل تابعة للسعودية، وحدثت هذه المعاهدة عند بلدة دارين في جزيرة تاروت المقابلة لميناء القطيف على ساحل الخليج العربي، ولذلك سميت بمعاهدة دارين أو معاهدة القطيف، وقد أُلغيت معاهدة دارين بتوقيع معاهدة جدة عام 1927م، التي اعترفت بموجبها بريطانيا باستقلال مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها كاملاً.
مستشار الملك عبدالعزيز
ضم مجلس المستشارين الذي شكّله الملك عبدالعزيز نخبة أبناء الوطن المتعلمين وذوي الدراية إلى جانب بعض النُخب من جنسيات عربية مختلفة، ومنهم -على سبيل المثال لا الحصر- الأمير أحمد الثنيان، الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، خالد السديري، إبراهيم المعمر، فؤاد حمزة، حافظ وهبة، عبد الله الدملوجي، حمزة غوث،وغيرهم، وكان الملك يناقشهم ويشاورهم في الأمر ثم يقرر.
مؤتمر المحمرة بإيران
أوفد الملك عبدالعزيز عام 1922م، الأمير أحمد الثنيان للمشاركة في مؤتمر المحمرة بإيران الذي عُقد بين سلطنة نجد والعراق إبان الاحتلال البريطاني للعراق للتفاوض حول قضايا الحدود والعشائر المقيمة في تلك المناطق، ولكن الملك عبدالعزيز رفض بعض بنود الاتفاقية ما أدى إلى انعقاد لقاء آخر -سعودي عراقي بريطاني- في ديسمبر، في مفاوضات مباشرة بين الملك عبدالعزيز و”بيرسي كوكس” وبحضور بعض الشخصيات العراقية، أسفرت عن اتفاقية العقير (ديسمبر 1922م).
- عمّ «عفّت» زوجة الملك فيصل.. وقصة شقيقه عبداللهلكي تعرف الأمير أحمد بن عبدالله الثنيان لا بد أن تعود إلى أسرة آل ثنيان التي هي فرع من آل سعود، تلتقي معهم في جدهم الأول: سعود بن محمد بن مقرن أبو الأسرة المالكة، ووالد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية عام 1744م، كما لا بد أن تقف عند جده الأمير عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد الحاكم التاسع في تسلسل حكام آل سعود، الذي حكم الرياض قرابة عامين قبل عودة الإمام فيصل بن تركي الثانية إلى نجد، حيث سعى الإمام فيصل بن تركي بعد عودته إلى الرياض إلى استعادة كامل إمارته في نجد وخارجها، وكان الأمير عبدالله بن ثنيان قد توفي بعد عودة الإمام فيصل بن تركي، وقد ولد للأمير عبدالله بن ثنيان بعد وفاته ابن حمل ذات الاسم “عبدالله” ليصبح اسمه عبدالله بن عبدالله بن ثنيان، وهو الذي سافر إلى الهند في أعمال تجارية وهناك -كما يقول المؤرخ “أليكسي فاسيليف”- أدرج المسؤول البريطاني اسمه في قائمة القادمين إلى شبه القارة الهندية التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، وقد اتصل هذا المسؤول الانجليزي بممثل الإمبراطورية العثمانية في الهند، وابلغه أن الأمير عبدالله بن ثنيان وصل إلى الهند قادماً من الرياض، وقد خلط هذا المسؤول البريطاني بين الابن وأبيه لتشابه الاسم، ما حدا بالأتراك إلى طلبة في اسطنبول، التي ما أن وصلها إليها إلاّ ويتضح أنه عبدالله الابن وليس الأب الذي كان يحكم نجد قبل سنوات قليلة، ما دعا العثمانيين أن يقرّوا له الإقامة في اسطنبول، وهناك تزوج من امرأة “جورجية” ولدت له خمسة أبناء وبنتاً واحدة اسمها جوهران، ومن أبنائه الخمسة كان الأمير أحمد، الذي سمع بانتصارات ابن عمه “الملك عبدالعزيز” فجاء وكله حماس وعزيمة على مناصرته، وفعلاً استطاع الأمير الشاب أحمد أن يصل إلى الكويت ومن ثم البحرين إلى أن وصل إلى بلاط الملك المؤسس في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان لأحمد شقيق اسمه محمد تزوج من امرأة شركسية اسمها “آسيا” وكان طبيباً وقيل دبلوماساً في اسطنبول، وقد توفي في حرب مصطفى كمال ضد اليونان، وترك ابنته البكر “عفّت” التي تزوجها فيما بعد الملك فيصل “رحمه الله” وأنجبت له أبناءه (محمد، سعود، عبدالرحمن، بندر، تركي)، وبناته (سارة، لطيفة، لولوة، هيفاء)، كما ترك محمد ابناً آخر اسمه “زكي”، أما الابن “أدهم” فكان ابن زوجته التي تزوجت فيما بعد من إبراهيم أدهم، وكانت الأميرة “عفت” امرأة عصامية متعلمة تحملت مع والدتها مسؤوليات أسرتها منذ صغرها وقد أشرفت على تربية أخوتها لا سيما الشقيق “زكي”، وغير الشقيق “أدهم”، ولها رحمها الله أياد بيضاء في تعليمهم وتنشئتهم.
-
الأمير أحمد الثنيان: أقدم مستشار سياسي سعودي
د. عبدالرحمن الشبيلي ، جريدة الشرق الأوسط ، 23 سبتمبر 2004م
https://archive.aawsat.com/leader.asp?article=256723&issueno=9431
أسرة آل ثنيان، التي تنتسب إليها شخصية هذا الموضوع، هي فرع من آل سعود، تلتقي معهم في جدهم الأول: سعود بن محمد بن مقرن أبو الأسرة المالكة، ووالد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة عام 1744م، وجد كل الأئمة والأمراء والملوك الثمانية عشر، الذين توالى حكمهم منذ بداية الدولة وحتى اليوم، وحكم بعضهم أكثر من مرة.
وكان ممن اشتهر من هذا الفرع الأمير عبد الله بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد الحاكم التاسع في تسلسل حكام آل سعود، إذ حكم نجداً مدة عامين (1842/1841م)، وذلك إبّان الدولة السعودية الثانية، ثم اشتهر منه حفيده: محمد بن عبد اللّه بن الأمير عبد الله بن ثنيان، والد الأميرة عفت (حرم الملك فيصل ووالدة أنجاله: محمد وسعود وعبد الرحمن وبندر وتركي الفيصل، وبناته: سارة ولطيفة ولولوة وهيفاء الفيصل). كما عرف منه حفيده الثاني: أحمد الثنيان، موضوع هذا المقال، الذي يظن كثير من المؤرخين أنه والد الأميرة عفت والحال أنه عمها المباشر، كما اشتهر منه حديثاً حفيدان: عبد العزيز بن سليمان الثنيان وكيل وزارة الخارجية الأسبق الذي أصبح سفيراً في إسبانيا (وتوفي في عام 2000م)، وسعود بن عبد الله الثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع حالياً.
وعودة إلى شخصية هذا المقال، الذي لا تتوافر معلومات وافية عن سنة ميلاده وسيرته، فإنه أحمد بن عبد الله (بن عبد الله) بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود، كانت أسرته هاجرت إلى تركيا في حدود عام 1843م، فولد ونشأ في اسطنبول، وتعلم هناك، وأتقن التركية والفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، ثم عاد إلى نجد بعد عشرة أعوام من استقرار الحكم للإمام (الملك) عبد العزيز، الذي كان قد استعاد الرياض عام 1902م.
استعان الملك عبد العزيز بابن عمه هذا مستشاراً سياسياً لديه في إدارة الشؤون الخارجية، مستفيداً من معارفه، فكلفه بمهمات سياسية، كان في مقدمتها الإشراف على انسحاب الترك من مقاطعة الأحساء (مايو 1913م)، وقد خلف من الأولاد ـ حسب معلومات عبد الرحمن الرويشد ـ من الذكور: عبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز، ومن الإناث : الجوهرة ومنيرة، وتوفي عام 1923م.
تذكر المصادر أن الإمام عبد العزيز آل سعود بعثه عام 1922م لمقابلة الشريف حسين في مكة المكرمة، كما أوفده، ممثلاً عنه، في ما يمكن أن تعدّ أقدم مفاوضات مباشرة بين إمارة نجد وبريطانيا، جرت في جزيرة دارين السعودية على الخليج العربي، بعد انسحاب تركيا، وأسفرت عن معاهدة القطيف (ديسمبر 1915م) التي اعترفت بريطانيا بموجبها بالإمام عبد العزيز، وكان قد شارك فيها من الجانب البريطاني السير بيرسي كوكس، المقيم السامي في العراق، مصطحباً معه فيلبي (في زيارته الأولى للجزيرة العربية).
وبعد أربع سنوات كلفه الملك عبد العزيز بمرافقة ابنه الأمير (الملك) فيصل في أول رحلة سياسية تاريخية قام بها إلى أوروبا وعمره لم يتجاوز الرابعة عشرة، (1919م)، لتقديم التهنئة نيابة عن والده، إلى ملك بريطانيا (جورج الخامس)، ولحضور احتفالات الانتصار في الحرب العالمية الأولى، ولبحث بعض الأمور السياسية المتعلقة بالحدود والعلاقات بين حكام الجزيرة العربية.
وقد هدف الملك عبد العزيز من وراء اختيار ابنه فيصل للقيام بهذه المهمة، وهو ما يزال صغيراً، تدريبه على أمور السياسة، قبل عشر سنوات من تكليفه بإدارة الديبلوماسية السعودية وتعيينه وزيرا للخارجية، وقد شملت رحلته الأولى تلك زيارة فرنسا وبلجيكا، واستغرقت حوالي ستة أشهر، بدأها الوفد برحلة إلى البحرين، ليستقل باخرة متجهة إلى ميناء بلايموت في بريطانيا.
وفي عام 1922م، شارك الأمير الثنيان، موفداً من السلطان عبد العزيز، في مؤتمر المحمًرة بإيران، الذي عقد في مايو من ذلك العام بين سلطنة نجد والعراق (تحت الاحتلال البريطاني) للنظر في قضايا الحدود والعشائر بين البلدين، لكن اعتراض السلطان عبد العزيز على بعض بنود الاتفاقية أدى إلى عقد لقاء آخر ـ سعودي عراقي بريطاني ـ في العقير في ديسمبر من العام نفسه، في مفاوضات مباشرة بين السلطان عبد العزيز وبيرسي كوكس بحضور بعض الشخصيات العراقية، أسفرت عن اتفاقية العقير (ديسمبر 1922م) .
وكان أحمد الثنيان قد قام بمهمات سياسية أخرى في الكويت والعراق، لكنه اعتزل العمل السياسي بعد مؤتمر المحمًرة، وأقام في الأحساء حتى وفاته بعد فترة وجيزة (1923 كما سلف)، حيث حل مكانه الدكتور عبد الله الدملوجي، الطبيب العراقي الذي أصبح مستشاراً سياسياً في البلاط السلطاني، وقام بنشاط كبير إثر دخول الحجاز في الحكم السعودي (1925م)، وفي تأسيس مديرية الشؤون الخارجية (1926م)، وفي مرافقة الأمير فيصل بن عبد العزيز في رحلته الثانية إلى أوروبا (1926م)، قبل أن يعود إلى العراق ويصبح وزيراً لخارجيته.
وبالرغم من ندرة ما كتب عن أحمد الثنيان أقدم المستشارين السياسيين عند الملك عبد العزيز، فإن أهميته تكمن في كونه من أوائل أعضاء الأسرة الحاكمة، الذين حصلوا على التعليم الحديث، وعلى إجادة لغات أجنبية سهلت له المهمات السياسية التي كلف بها، وقد كتب ـ عنه بإيجاز ـ عدد من المؤرخين، من أمثال خير الدين الزركلي وأمين الريحاني وجيرالد دوغوري ود. عبد الله العثيمين وعبد الرحمن الرويشد، كما أورد الباحث العراقي المعروف نجدة فتحي صفوة نبذة مختصرة عن سيرته في المجلد الرابع من سلسلة: الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، (دار الساقي 1999م لندن) مع الإشارات الكثيرة التي وردت بشأنه في تلك الوثائق.
وكانت استعانة الملك عبد العزيز ـ كما أصبح لقبه بعد عام 1925م ـ بأحمد الثنيان آل سعود، بداية لدخول عدد كبير من المستشارين السعوديين والعرب والأجانب في الديوان الملكي السعودي، للإسهام في تسيير مختلف الأعمال الإعلامية والسياسية والإدارية عند تأسيس المملكة العربية السعودية.
* كاتب وباحث سعودي وعضو مجلس الشورى